Saturday 17 May 2025
سياسة

الطيار: المغرب يرفض عودة سوريا إلى الحضن العربي بسبب انخراطها السافر في الحلف المعادي للمغرب

الطيار: المغرب يرفض عودة سوريا إلى الحضن العربي بسبب انخراطها السافر في الحلف المعادي للمغرب محمد الطيار
في سياق قرار السعودية استئناف علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة دامت 12 عاما، وما يرافق ذلك من مساعي وجهود حثيثة للتمهيد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الثلاثاء 18 أبريل 2023 في دمشق، عقب أيام قليلة من زيارة وزير خارجية دمشق فيصل المقداد للسعودية، وعلى بُعد شهر ونيف من انعقاد الدورة الثانية والثلاثين لجامعة الدول العربية التي تحتضنها الرياض في الـ 19 من شهر ماي 2023 بدأت تتكشف الأهداف الكبرى للمحطة المرتقبة، والتي يوجد المغرب في صدارة الدول المعنية بها بشكل مباشر، في هذا الإطار اتصلت جريدة " أنفاس بريس " بمحمد الطيار الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، والذي أوضح  أن موقف المغرب الرافض لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يقوم على مرتكزين، يتعلق الأول بكون سوريا متورطة بشكل سافر الى جانب النظام العسكري الجزائري وإيران في محاولات زعزعة استقرار وأمن المغرب، حيث لسوريا علاقات غير مخفية مع مليشيات البوليساريو، مضيفا بأن العديد من عناصر ميليشيات البوليساريو خضعت للتدريب العسكري والاستخباراتي فوق التراب السوري، كما أن العديد من التقارير تحدثت عن استعانة النظام السوري بالعديد من مجندي البوليساريو في محاربة وقمع المعارضة السورية، فضلا عن كون سوريا أصبحت تسبح بالكامل في فلك إيران، التي لا تخفي تسليحها البوليساريو بالمسيرات لاستهداف العمق المغربي.

وفيما يتعلق بقيام السعودية بتعبيد الطريق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية أشار الطيار ان المحاولة السعودية تدخل في إطار إجراءات التطبيع مع إيران وعودة العلاقات الدبلوماسية معها ، وتلبية لرغبتها في استرجاع سوريا لمقعدها، وهذا الأمر يخص بالدرجة الأولى مصالح السعودية واستراتيجيتها الجديدة في المنطقة، مشيرا بأن المغرب يرى أن عودة سوريا الى الجامعة العربية يخدم المصالح السعودية الجديدة مع إيران، ولكنه يتعارض بشكل كبير مع المصالح المغربية ، كون سوريا ستعمل فقط على تعزيز دور الجزائر المعادي للمغرب وفك عزلتها داخل الجامعة العربية.

وذكر محاورنا أن موقف الدبلوماسية المغربية الصريح والرافض لعودة سوريا، يرتكز أيضا على محطة مهمة ومنعطفا كبيرا في تاريخ العلاقات الدبلوماسية المغربية، حيث أن الملك محمد السادس سبق وأن وجه رسالة واضحة للمنتظم الدولي، في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب مفادها أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم ، وهو المعيار الذي يقيس به صدق الصدقات ونجاعة الشركات .

لذلك – يقول محاورنا - فرفض المغرب لعودة سوريا يقوم من جهة على كون سوريا منخرطة بشكل سافر في الحلف المعادي للمغرب والمشكل من إيران والنظام العسكري الجزائري، ومن جهة أخرى ينسجم مع فحوى الخطاب الملكي الذي أعلن عن التوجه الجديد للدبلوماسية المغربية .

ليخلص الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية الى كون سوريا مطالبة بالإعلان رسميا عن احترامها لوحدة الأراضي المغربية وسيادة المغرب على صحراءه، وقطع علاقاتها مع مليشيات البوليساريو، وعندئذ ستجد المغرب في مقدمة المرحبين بعودتها إلى الحضن العربي .