الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

أمال بنبراهيم: قرار البرلمان الأوروبي ليس ملزما وليست له قيمة قانونية ملموسة.. وهذا ما ينبغي فعله 

أمال بنبراهيم: قرار البرلمان الأوروبي ليس ملزما وليست له قيمة قانونية ملموسة.. وهذا ما ينبغي فعله  أمال بنبراهيم، باحثة في العلاقات الدّولية والدّيبلوماسية ـ كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا 
تبنى‭ ‬برلمان‭ ‬الإتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬ستراسبورغ‭ ‬‮ ‬قرارا‮ ‬‭ ‬ضدّ‭ ‬المغرب،‭ ‬طالب‭ ‬فيه‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‮ ‬‭ ‬بـ‭ ‬”احترام‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬وحرية‭ ‬الإعلام”،‭ ‬و”ضمان‭ ‬محاكمات‭ ‬عادلة‭ ‬للصّحافيين‭ ‬المعتقلين”‭. ‬كيف‭ ‬تقيمون‭ ‬سياق‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وخلفياته‭ ‬وتوقيته؟
بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موضوع‭ ‬تصويت‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فإن‭ ‬الأكيد‭ ‬أن‮ ‬‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قراءته‭ ‬منفردا‭ ‬أو‭ ‬معزولا‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فاستصدار‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬تم‭ ‬البت‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬القضاء‭ ‬سنة‭ ‬2021‮  ‬وبداية‭ ‬2022،‭ ‬والتغاضي‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬فظيعة‭ ‬‮ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬نشطاء‭ ‬لهم‭ ‬صلة‭ ‬بحركة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السلمية‭ ‬(الحراك)،‭ ‬ومدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وصحفيين‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعبيرهم‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬أو‭ ‬تغطية‭ ‬أنباء‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬وتقديمهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬واحتجازهم‭ ‬وإدانتهم‭.‬
يثبت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وراءه‭ ‬دوافع‭ ‬متعددة‭ ‬أولها‭ ‬التّحولات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والسّيادية‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬المغرب،‭ ‬وسعيه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬شركائه‭ ‬خارج‭ ‬القارة‭ ‬العجوز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬أكثر‭ ‬توازنا‭ ‬وندّية‭ ‬مع‭ ‬شركائه‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الأزمتين‭ ‬الدّبلوماسيتين‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬والأزمة‭ ‬الباردة‭ ‬مع‭ ‬فرنسا،‭ ‬ومطالبة‭ ‬المغرب‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬التباس‭ ‬الموقف‭ ‬الرمادي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭. ‬طبعا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬حاجة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمته‭ ‬المؤسسية‭ ‬إلى‭ ‬ذريعة‭ ‬أو‭ ‬وسيلة‭ ‬إلهاء‭ ‬لتوجيه‭ ‬أنظار‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأوروبي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أزماته‭ ‬الداخلية‭.‬
 
من‭ ‬يحرّك‭ ‬هذا‭ ‬القرار؟
التّطور‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يعرفه‭ ‬المغرب‭ ‬وسعيه‭ ‬المستمر‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬ريادته‭ ‬وانفتاحه‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا،‭ ‬والمكانة‭ ‬الإعتبارية‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬إفريقيا‭ ‬وعربيا‭ ‬وإسلاميا،‭ ‬وكذا‭ ‬انفتاحه‭ ‬على‭ ‬شركاء‭ ‬جدد‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬والصين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجيته‭ ‬لتنويع‭ ‬شركائه،‭ ‬تدفع‭ ‬بالتّيارات‭ ‬الأوروبية‭ ‬المناهضة‭ ‬له‭ ‬‮ ‬إلى‮ ‬‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬والتشويش‭ ‬على‭ ‬إنجازاته‭ ‬بغية‭ ‬محاصرته‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬دفاع،‭ ‬عوض‭ ‬حالة‭ ‬الهجوم‭ ‬التي‭ ‬بادر‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬
فالقرار‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬حملة‭ ‬المضايقات‭ ‬التي‭ ‬‮ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬المملكة‭ ‬بغية‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬علاقاتها‭ ‬المتميزة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشويه‭ ‬صورته‭ ‬وإقحام‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬فساد‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بها‭ ‬خدمة‭ ‬لأجندة‮ ‬‭ ‬جيواستراتيجية‭ ‬لصالح‭ ‬جهات‭ ‬أوروبية‭ ‬‮ ‬تتمسك‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التقليدية‭ ‬لعلاقتها‭ ‬بالمملكة،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعرف‭ ‬فيه‭ ‬الشراكة‭ ‬المغربية‭ ‬الأوروبية‭ ‬تطورا،‭ ‬وتشكل‭ ‬قاطرة‭ ‬للتنمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجوار‭ ‬الجنوبي‭ ‬لأوروبا‭.‬
والواقع،‭ ‬أن‭ ‬التصويت‭ ‬لفائدة‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بأغلبية‭ ‬بلغت‭ ‬356‭ ‬صوتا،‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عملية‭ ‬تعبئة‭ ‬ممنهجة‭ ‬مارستها‭ ‬جهة‭ ‬ما‭ ‬لتحقيق‭ ‬شبه‭ ‬الإجماع‭. ‬وأشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬السّاحقة‭ ‬من‭ ‬النّواب‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬صوتوا‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬لصالح‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬الحزبية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬حزب‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬استصدار‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭.‬
 
برأيكم،‭ ‬كيف‭ ‬سيؤثّر‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الأوروبية‭ ‬مستقبلا؟
للتذكير‭ ‬فقط،‭ ‬قرار‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬ليس‭ ‬ملزما‭ ‬وليست‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬قانونية‭ ‬ملموسة‭ ‬ولا‭ ‬يتعدى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬‮ ‬يضع‭ ‬مصداقية‭ ‬التعامل‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬المحكّ‭. ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬ممارسته‭ ‬لضغوطات‭ ‬على‭ ‬شركائه‭ ‬الاستراتيجيين،‭ ‬ومسّه‭ ‬بمؤسساتهم‭ ‬‮ ‬وسمعتها‭. ‬فالقرار‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للمغرب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬المواثيق‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭.‬
من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‮ ‬يعدّ‭ ‬قرار‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬منعطفا‭ ‬‮ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الطّرفين‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬‮ ‬تتعلّق‭ ‬بمدى‭ ‬تفاعل‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬خاصة‮ ‬‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬يوقعها‭ ‬الإتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬ثالثة،‭ ‬تخضع‭ ‬لتصويت‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭. ‬‮ ‬
وعموما‭ ‬هناك‭ ‬فصل‭ ‬واضح‭ ‬للسلط‭ ‬بين‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬‮ ‬كامل‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬تبنّي‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬مصالحه،‭ ‬وبين‭ ‬المفوضية‭ ‬المكوّنة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬مهمة‭ ‬تتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬المرحلية‭ ‬ممّا‭ ‬يستبعد‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬الشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والإتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬خاصّة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الإتحاد‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وكذا‭ ‬تراجع‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭.‬
‮ ‬

وما‭ ‬دور‭ ‬مجموعات‭ ‬الصّداقة‭ ‬المغربية‭ ‬الأوربية‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف؟
من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬تعمل‮ ‬‭ ‬على‭ ‬تعميق‭ ‬التّشاور‭ ‬والتباحث‭ ‬‮ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬المغربي‭ ‬والأوروبي،‭ ‬وسبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬عقدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللّقاءات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‮ ‬‭ ‬ودعم‭ ‬مسلسل‭ ‬البناء‭ ‬الأورو-‭ ‬مغربي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقاربة‭ ‬‮ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬روابط‭ ‬متينة‭ ‬‮ ‬لتحفيز‭ ‬التّنمية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬
وفي‭ ‬ظل‭ ‬مستجد‭ ‬قرار‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬فإنه‭ ‬يتعيّن‭ ‬مأسسة‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬وتفعيل‭ ‬أدوراها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬فهي‮ ‬‭ ‬مدعوة‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬تكثيف‭ ‬جهودها‭ ‬ولقاءاتها‮ ‬‭ ‬بهدف‭ ‬مواصلة‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الأورو- مغربي،‮ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬تشاورية‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الطرفان،‭ ‬لإعطاء‭ ‬دفعة‭ ‬جديدة‭ ‬لهاته‭ ‬العلاقات‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬النّهوض‭ ‬بسياسة‭ ‬الجوار‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‮ ‬‮ ‬توضيح‭ ‬الحقائق‮ ‬‭ ‬للبرلمانيين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭. ‬‮ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬‮ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬معقولة‭ ‬للقضايا‭ ‬العالقة‭.‬
وللإشارة،‭ ‬فإن‭ ‬اللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬أصرّ‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬دورها‮ ‬‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬كل‭ ‬المواضيع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمغرب‭ ‬والتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬والتعاون‭ ‬المثمر،‭ ‬عكس‭ ‬المجموعات‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬برلمانيين‭ ‬أوروبيين‭ ‬مؤيدين‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬وتعمل‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مراقبة‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭.‬‮ ‬
 
يتعرّض‭ ‬المغرب‭ ‬لابتزاز‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحطات،‭ ‬حيث‭ ‬النّفاق‭ ‬والازدواجية‭. ‬فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تصدر‮ ‬‭ ‬بلاغات‭ ‬الغزل،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬النيابي‭ ‬يصبّ‭ ‬الزيت‭ ‬على‭ ‬النار؟‭.‬
كما‭ ‬سلف‭ ‬الذكر،‭ ‬هناك‭ ‬فصل‭ ‬للسّلط‭ ‬بين‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‮ ‬‭ ‬والمفوضية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الاوروبي،‭ ‬‮ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬قرار‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬قرارا‭ ‬براغماتيا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬توازن‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬الصّادرة‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لإكسابه‭ ‬فرصا‭ ‬إضافية‭ ‬للتفاوض،‭ ‬وآلية‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬الشدّ‭ ‬والجذب،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬مؤخرا‭ ‬للمغرب‭ ‬والتي‭ ‬أكد‭ ‬فيها على‭ ‬الإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وللمغرب‭ ‬لتعميق‭ ‬شراكتهما‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬والتزام‭ ‬الاتحاد‭ ‬بهذه‭ ‬الشراكة‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬توسيعها‭ ‬وتعميقها‭ ‬والقيام‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬ضروري‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬إطارها‭ ‬القانوني،‭ ‬نظرا‭ ‬للدور‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬المغرب‮ ‬‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬المتوسطي‭ ‬وفي‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأجندة‭ ‬الجديدة‭ ‬لمنطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭.‬
وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬تضمنه‭ ‬قرار‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فمن‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬نفس‭ ‬الخطاب‭ ‬العدائي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬القرار‭ ‬يضع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬كله‭ ‬رهينة‭ ‬توجهات‭ ‬عدوانية‭ ‬تجاه‭ ‬شريك‭ ‬مهم‭ ‬واستراتيجي‭. ‬والمغرب‭ ‬ينتظر‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬رئاسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬التي‭ ‬يطالبها‭ ‬القرار‭ ‬بالتّنفيذ‭ ‬وإحالة‭ ‬محتوياته‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬المغربي‭.‬