عزيز أخنوش (يمينا) وصافي الدين البدالي لا توجد حكومة تقدر المواطنين والمواطنات وهي تزرع الأشواك تحت أقدامهم، تحت أقدام الكادحين والمقهورين الذين كلما سعوا إلى كسب أرزاقهم وجدوا أنفسهم يسيرون على أشواك الحكومة التي تمنعهم من الإستمرار نحو الإنعتاق والتحرر وتجعلهم في كل يوم يتألمون وينزفون ولا رحيم لهم ،يعيشون البؤس والقهر بفعل البطالة وارتفاع الأسعار التي تعرفها المواد الأساسية كالدقيق والسكر والزيوت و الحليب ومشتقاته واللحوم الحمراء والدواجن والتنقل والأدوات المدرسية.
تدعي الحكومة أنها "حكومة اجتماعية"، في حين أن الواقع يثبت بأنها حكومة إقطاعية لا تخدم إلا مصالح لوبيات المحروقات ومصالح الشركات. وتنفذ مخطط صندوق النقد الدولي بامتياز. فهي تدعم أصحاب رخص النقل، فأصبح لهؤلاء دخل شهري، بالإضافة إلى استفادتهم من الريع الحكومي للإغتناء غير المشروع. وفي نفس الوقت تحرم السائقين من حقوقهم المشروعة وتضيق الخناق على الطبقة العاملة وعلى الطبقة الوسطى.
الحكومة تزرع الأشواك في طريق الجماهير الشعبية حتى لا تتقدم، وحتى لا تعيش الكرامة، لكنها تحمي الفساد والمفسدين وناهبي المال العام والثروات الطبيعية للبلاد.
الحكومة تزرع الأشواك أمام أطفال أبناء الطبقة الفقيرة في التعليم و في الدراسة وفي الصحة.
الحكومة تتقاسم خيرات البلاد والوظائف والامتيازات وتدفع نساءنا يمشون على الأشواك نحو المجهول لتاخدهم دولة إسبانيا لاستغلالهن كعاملات في حقول الفراولة وسط صعوبة المسالك ،وفي ظروف إنسانية صعبة. لقد دفعهم الفقر والحاجة التي تتسبب فيها حكومة الأشواك للهجرة تاركين أبنائهن وأزواجهن بحتا عن كسرة خبز حافية، مهانات اجتماعيا وإنسانيا وكأنهن بدون وطن.
هي حكومة زرع الأشواك وحكومة المتاجرة في المحروقات وتستمر في تفقير الفقير وادإغناء الطبقة الفاسدة التي ساهمت في تخريب البلاد.
أين هي من صفات حكومة اجتماعية؟ الحكومة الاجتماعية لا تزرع الأشواك للناس.. بل تزرع الأمل و التوزيع العادل للثروات تزرع التفاؤل لحياة أفضل.
