أحمد بومعيز هو رمضان، شهر الغفران، وفيه أنزل القرآن، وجاء في الحديث القدسي أن " كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فهو لي، وأنا أجزي به"..
وهو رمضان، ركن من أركان الإسلام، فمن شهد منكم الشهر فليصمه...
فلا جدال ولا مناص ولا سجال في أمر رمضان كونه عبادة ..والعبادة شأن الإيمان، والإيمان شأن الخلق بربه ...وقيل : لا اجتهاد مع وجود النص.
لكن، وأيضا لرمضان شأن وشؤون، تنضاف وتمتد، ثم تتقلص من بعده، ثم تتكاثر أضدادها، ثم تخبو...وتستتر وتعود ثم تضمر ثم تخبو وتنتظر حلول الشهر الجديد ّ..إذ يجتهد القوم :
العالم والفقيه والمثقف المتدين والمثقف الملحد والسياسي والعلماني والسلفي والتاجر والطبيب والوسيط والمضارب ...وكل من وطأ الثري...
إذ يصير رمضان واحة الحول لكل الفتاوى وإعلان النوايا وإبداع بدع الحلول وفق نهج المؤقت من الزمن ومن الحل ذاته، ولكل في حلوله غاية مبررة، وفيه كل الاجهاد والاجتهاد مباح مع النص أو من غيره.
ونرى ونسمع مثلا، ملء الأقوال والأفعال والأشكال:
صوم رمضان جنة، وحمية، تقي من داء السكر والقلب والكوليستلور..
والأكل معروض في الأسواق وفي التلفزيون، والأسواق مزودة بما يكفي من السلع، وحماية المومن المتبضع من الغلاء المعلن موكولة إلى اللجن الرسمية المشتركة، والعهدة على إيمان الوسطاء والتجار، والخطأ خطأ المواطن..
والأسعار محررة والتجارة حرة والأثمنة مرتفعة والمضاربة سارية المفعول...
والإسراف مكروه والانفاق محمود، وكل الشهوات حلال...
والمساجد ممتلئة أكثر من سعتها، وأكثر من الأيام الغير الرمضانية، والصلاة عماد الدين، وبالخصوص في رمضان لما يكثر الإيمان وتكبرهواية الصلاة في الشهر المؤقت الحرام ...
ويجتهد البعض في ترك العمل ومقراته وملء المساجد طلبا لمغفرة ذنوب أشهر السنة الملحدة...
ويجتهد البعض في ترك عادة التدخين وعادات أخرى حتى يرحل الشهر..
ونجد لنساء القوم العاطلات أنشطة مدرة للدخل مؤقتة..من رغيف الأرصفة إلى أرصفة الزبائن.. ونعلن الاعتراف بحقوق المرأة في كل أصناف الكدح..
ويصير في كل جوقة عالم يشرع القديم بالقديم بلا اجتهاد ولا علم مكين، ويشرح للناس دينهم المتجدد عنوة وفقط في وسائل التواصل المستحدثة .
ويصير في كل لمة إمام وكثير من المأمومين..
وفي الأحزاب يصير الوعظ بردة وعمامة للايديولوجا...
وتدخل الايديولوجيا لباحات المساجد لأداء الصلاة الوسطى وهي محجبة بعد قضاء الحاجة والتوضؤ...
ويلبس القائد الشيوعي جلباب أعيان السلف، ويصلي في المساجد العصرية...
ويعرض التلفزيون خردة الإنتاج المعجون كالشباكية ...
ويصير للقوم :
حلال رمضاني..
وحرام رمضاني ...
ودوق رمضان ....
ومزاج رمضاني...
وأفلام رمضانية ..
وسياسة رمضانية ....
وقواد رمضانيون...
وسلم رمضاني ....
وسلع رمضانية...
وشبق رمضاني...
وأزمنة رمضانية ...
وأثمنة رمضانية...
وأنشطة رمضانية..
ولكل القوم في رمضان...مآرب أخرى.
.gif)
