الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد نجيب كومينة: الموقف الإسباني من قضية الصحراء عرى عن الوجه الحقيقي للجزائر

محمد نجيب كومينة: الموقف الإسباني من قضية الصحراء عرى عن الوجه الحقيقي للجزائر محمد نجيب كومينة
الموقف الاسباني الداعم لمخطط الحكم الذاتي كأساس لحل النزاع الاقليمي المفتعل من طرف نظام طغمة الجنيرالات بالجزائر كان صادما بالنسبة لرئيس النظام شنقريحة وتابعه تبون، لأنه صادر عن اسبانيا تحديدا، وفيه اعتراف ضمني بمغربية الصحراء مادام المخطط المدعوم يروم تعزيز الوحدة الترابية للمغرب وليس شيئا آخر.
هول الصدمة لدى النظام الجزائري جعله لا يتردد في فضح كل الأكاذيب التي روج لها من قبل وذلك بدعوة السفير الجزائري بإسبانيا للتشاور (انقيل)، وبذلك يكشف النظام الجزائري لكل من كان يساوره شك أنه الطرف الحقيقي في النزاع الاقليمي وأن البوليساريو ليست سوى اداة من الادوات التي يستعملها هذا النظام في حربه غير الخفية ضد المغرب التي رامت اضعافه لكنها اضعفت وأنهكت الجزائر في النهاية وجعلت نظامها يظهر على حقيقته امام العالم كفوضى وليس كنظام يمكن التعامل معه بجدية من طرف الدول المسؤولة.
دعوة السفير الجزائري تبتغي ممارسة ضغط على اسبانيا، ومن المنطقي أن يكرر النظام الجزائري ما فعله مع المغرب مادام يرى ان التحول في الموقف الاسباني يضرب في الصفر كل ما سعى اليه وما جاء بالعمامرة وبلاني، الفاشلين، لبلوغه، ويجعل النظام الجزائري وموقفها العدائي ضد المغرب في عزلة. لكن هل يفيد اي ضغط في تغيير موقف دولة، من قبيل الدولة الاسبانية، تم التعبير عنه بطريقة خاصة جدا؟ هذا ما يبدو مستحيلا، لأننا لسنا بصدد بعض الدول الافريقية الهشة التي يمكن الضغط عليها او ابتزازها او رشوة قادتها، وهذا مالم يعد مقبولا حتى في القارة السمراء، وانما ببلد بإسبانيا، البلد الاوروبي الوازن والعاقل الذي لم يتخذ موقفه بالتأكيد الا بعد اجراء حسابات استراتيجية وجيوسياسية وغيرها، مع ادراج توقع رد فعل المجانين في الحساب.
وإذا كان النظام الجزائري قد استدعى سفيره للتشاور، فانه حرض مليشيات بنبطوش، التي عاشت لزمن طويل على تسول المساعدات الاسبانية ووصل بها الامر في المدة الأخيرة الى اعلان نوع من الولاء للمستعمر السابق والترويج لوهم عودته، على التدخل في الشأن الداخلي الاسباني بفضاضة تفضح غباء غير مسبوق، اذ هدد بوق من ابواق بن بطوش باللجوء الى القوى السياسية الاسبانية لتحريضها ضد موقف الدولة، يعني قلة لحيا وقلة الترابي