الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: رمطان لعمامرة وديبلوماسية الذهاب بعيدا نحو القاع...

يونس التايب: رمطان لعمامرة وديبلوماسية الذهاب بعيدا نحو القاع... يونس التايب

قرأت، قبل قليل، البيان الذي أصدرته اليوم، وزارة الخارجية في الدولة التي تقول عن نفسها أنها لا علاقة لها بملف الصحراء المغربية، وأنها ليست طرفا فيه. وهو بيان يحمل تفاعل الجزائر مع القرار الأممي الجديد بشأن الصحراء المغربية. طبعا، لن أتناول مضمونه الركيك لما فيه من عبث، لم يحلني على منطق التفكير الديبلوماسي الموضوعي، بقدر ما عاد بذاكرتي إلى صور صولات علال القادوس، وهو يدخل برأسه تحت المياه غير الصالحة للشرب.

 

وفي الغالب، قد يكون السبب هو إحساسي بأن "الشقيق" رمطان العمامرة، قد ذهب بعيدا جدا في اتجاه القاع، عبر إصدار بيان يعكس خيبة أمل كبيرة سببتها الانتكاسة التي حملها القرار الأممي الأخير للدولة الجارة، والموقف الروسي الإيجابي بالامتناع عن التصويت. وكل الخوف هو أن لا ينتبه الرجل الثالث في سلم الكيد لبلادنا داخل الدولة الجزائرية، أن مرحلته قد انتهت مع هذا الفشل، وأكيد لن يجد في القاع سوى "بالوعة"، نسميها بالدارجة "القادوس"، مهمتها تصريف المياه العادمة.

 

لذلك، كنت أتمنى أن يتحلى بقيم الديبلوماسية الحقة، ويتوقف عما هو بصدده من مسار انحدار قيمي، يسير به إلى بالوعة كبيرة ستأخذه بعيدا عن منصبه وعن نظرات الإعلاميين الذين كانوا ينحنون لمناولته الميكروفونات وأخذ تصريحاته، ظنا منهم، وبعض الظن إثم كبير، أن لدى الرجل شيء مفيد يمكن أن يقوله.

 

سأراقب الوضع وأتابع مستجداته، وكلي أمل بأن لا يصل الرجل إلى "القادوس"، وإلا ستفقد البشرية أحد أكثر وزراء الخارجية، في القرن الواحد والعشرين، مراكمة للفشل والخيبات. وفي هذا السياق، لن أكشف سرا إذا قلت أن في "كواليس" صالونات النخبة، في بلد الـ 5.630.000 شهيد، بدأت تطرح تساؤلات ملحة حول طبيعة القيمة المضافة التي قدمها "المجاهد" رمطان العمامرة، منذ تعيينه وزيرا للخارجية. ويتسائل المتتبعون عن جدوى استمراره وهو الذي راكم الفشل في كل جولات التحريض التي قادها ضد عدوه "المروك"، ولم تعد تلتفت إليه وإلى رئيسه، لا الصين ولا الهند ولا نيجيريا ولا إثيوبيا ولا إسبانيا. بل، أول أمس تلقت شباكه هدفا روسيا رائعا، وقريبا ستفاجئه جنوب إفريقيا باصطفافها في دائرة الفعل الديبلوماسي المسؤول لتحقيق التنمية وتعزيز التعاون وخدمة مصالح شعوب القارة، بعد انجلاء الغشاوة عن الذاكرة السياسية هناك، واستحضار الأيادي البيضاء للمملكة المغربية في قضية دعم نضال الشعب الجنوب إفريقي ضد نظام الأبارتايد العنصري.

 

لذلك، أتوقع أن يتم، قريبا جدا، "تدوير Recyclage" وزير الخارجية الجزائري مرة أخرى. لكن، هذه المرة في اتجاه السحب الكلي من التداول في مناصب المسؤولية. والبحث جار عن اسم جديد، يكون أقل شيخوخة، وأكثر قدرة على بيع "القرد والضحك على من يشتريه"، وأكثر قدرة على إقناع من بقي من أنظمة سياسية لا تزال تحن إلى ديبلوماسية الستينيات والسبعينيات، عبر ديبلوماسية الكذب وتزوير التاريخ.

 

كل التضامن مع "الشقيق" رمطان، في رحلته وهو ذاهب بعيدا جدا نحو القاع ومن تم نحو "التدوير". ولو أنني لم أكن أعتقد، أو أتمنى يوما، أن يمتد "التدوير"، باعتباره خاصا بمجال البيئة والتنمية المستدامة، إلى رجل مشكلته هي أنه لم يرغب يوما في ممارسة الديبلوماسية بإيجابية، واختار امتهان التدليس والبهتان، ونشر العداوة والبغضاء، وهدر الزمن التنموي لبلدين جارين وشعبين شقيقين.

 

#المغرب_كبير_على_العابثين...