الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

الداودي: نفاق الاتحاد الأوروبي في تعريفه لمفهوم تقرير مصير الشعوب

الداودي: نفاق الاتحاد الأوروبي في تعريفه لمفهوم تقرير مصير الشعوب عبد العزيز الداودي
في إحدى مقولاته الشهيرة قال وينستون شرشل في إحدى خطبه لا صداقة دائمة لا عداوة دائمة مصلحة دائمة نهج مكيافيلي شيء له أن يتخذ من البراغماتية كغطاء لنفاق الغرب بشكل عام والاتحاد الأوروبي بشكل خاص في تعاطيه مع النزاعات الإقليمية والدولية حيث أن الاتحاد الأوروبي لم يتأخر في إعلان دعمه لاسبانيا بخصوص الأمواج البشرية التي حطت الرحال بثغر مدينة سبتة المحتلة رغم أن الاتحاد اعلم بغيره أن نزوح المغاربة إلى سبتة كان نزوحا داخل وطنهم الأم وليس خارجه بمعنى أن القانون الدولي والإنساني منه على وجه التحديد يمنع إي تقييد لحرية تنقل الأشخاص ليس بين مدن نفس الدول فحسب بل حتى بين الدول نفسها. وبالتالي فإن المغرب ليس مطالبا إطلاقا بلعب دور الدركي لحماية حدود الاتحاد الأوروبي من موجات الهجرة الجماعية لمواطني دول جنوب الساحل والصحراء حتى يرضى عنه هذا الاتحاد الأوروبي الذي تتنامى لدى ساكنيه مشاعر الكراهية والحقد التي يغذيها اليمين المتطرف ويجعل منها برامجا لحملاته الانتخابية قصد استقطاب الأصوات والفوز بتدبير الشأن العام في العديد من الدول الوازنة في الاتحاد الأوروبي ومثال على ذلك ايطاليا هولندا النمسا وقد يأتي الدور على اسبانيا والدنمارك وفرنسا وربما انكلترا والسويد والدنمارك.
بمعنى أن المغرب في وضع لا يحسد عليه وليس أمامه ألا تمتين الجبهة الداخلية عبر انفراج سياسي يكون مدخله الأساس الإفراج عن المعتقلين والصحافيين وإعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية حتى يعاد الاعتبار لها من طرف المواطن ولا يفكر في هجرة وطنه أو الإساءة إليه أن عمدا أو عن غير قصد على اعتبار أن الإعلام الاسباني أراد أن يحجب الشمس بالغربال عبر التغطية على جريمته النكراء في استقباله لزعيم ميليشيات البوليساريو بجواز سفر مزور وبدواعي العلاج وكأن الزعيم المزعوم لا مكان ليعالج فيه سوى اسبانيا ولا هوية له حتى يستغل جواز سفر مزور.
موقف ينم عن حقد استعماري دفين لا راد له سوى الرد الحازم والجبار اسبانيا على اعترافها بما اقترفته في حق المغاربة من مجازر ترقى إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية وما حدث في الريف لخير دليل على ذلك فاسبانيا لم تخجل في تجريب الأسلحة الكيماوية على ساكنة الريف التي مازالت تعاني من تبعاتها الوخيمة على اعتبار أن مواطنات ومواطني الريف تسجل لديهم اكبر الإصابات بأكثر أنواع السرطانات انتشارا.هذه هي عقيدة الاستعمار الاسباني والغربي بشكل عام لن تتغير بتغير الزمان والمكان وبالتالي فإن لا مناص من مقاومة هذه العقلية الاستعمارية على اعتبار إننا كمغارية لا نقبل أن تكون دونيين أو أن ننعت بأوصاف لا تمت بصلة لحسن الجوار وللعلاقات التاريخية فإما أن نصون وحدتنا الترابية ونسعى إلى تحرير الباقي أو لا نكون.