خليل البخاري اعتبرت سنة 2020 سنة استثنائية بامتياز على كل المجالات والمستويات. ففي المجال توقفت عديد من الأنشطة، منها البطولات والمسابقات والالعاب..فلا الحروب العالمية أو الكوارث او الأزمات اوقفت رياضة العالم مثلما اوقفته جائحة كورونا. لقد تعلم العالم من هذا الوباء دروسا وعبركثيرة سيتغير بها شكل الرياضة في العالم كله مستقبلا. فغياب الجماهيرفي المدرجات بسبب كورونا خلق ثورة تلفزيونية هائلة...
إن سنة 2020 لم تكن سعيدة على البشرية. فقد حملت وباءا فتاكا اودى بحياةمئات الالاف ومازال يغزو الاجساد والاقارب والأصدقاء. سنة 2020 كشفت للجميع بان جائحة كورونا ساهمت في بروز صراع القوى الكبرى وحربا تجارية وتكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. كما أحدث وباء كورونا اللعين تغييرات سياسية تمثلت في تأثر المنظمة العالمية للصحة بفيروس كوفيد19 باعلان الرئيس الامريكي ترامب الخروج من المنظمة ووقف تمويله اضافة الى تأثر الاتحاد الأوروبي وفشله في خلق آلية تعاون بين أعضائه لمكافحةوباء كورونا، وكذلك غلق الحدود وانعزال الدول وانخفاض اسعار النفط الذي أحدث خلافا سياسيا بين الدول المصدرة للنفط (اوبيك).
وتعتبر سنة 2020 سنة سوداء بالنسبةلقطاع السياحة والاسفار بسبب اغلاق الحدود وفي قطاع التربية والتعليم، فرض وباء كورونا اللعين التعليم عن بعد كآلية لضمان استمرارية النشاط البيداغوجي في غياب بنية تحتية قوية. فالتعليم عن بعد صاحبه تمايزا بين المؤسسات التعليمية وبين الشرائح الاجتماعية وبين الوسطين الحضري والريفي .
ومن سمات سنة 2020 استفادة شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي حققت مكاسب مالية مهمة عن طريق التسوق الإلكتروني والاجتماعات عن بعد والعملمن المنزل ومن ايجابيات سنة 2020 تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومراعاة القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني المناضل .كما تميزت سنة 2020 بايجابيات .فقد تعلمنا الصبر والتعاون والعمل الإنساني وتغير ت بعض عاداتنا مثل اقامة المآدب والاعراس والعزاء وتوقفت عادات التقبيل والعناق الزائد. قد تكون سنة 2021 أفضل من سابقاتها إذا ما نجح اللقاح المضاد لكورونا كوفيد 19 في تحقيق النتائج المرجوة منه واعادة عجلة الحياةالطبيعية الى الدوران.
نتمنى أن ينبلج عام جديد عن توقف الصراعات والحروب ..وأن تتوقف عدوى الاوبئة . ونتمنى كذلك ان يحمل العام الجديد 2021 في طياته تحقيقالآمال في الحرية والعدالة والتسامح.ونتخلص من الفساد والظلم والزبونية والفقر والاقصاء الاجتماعي..نريد عاما نعيش فيه بحرية ومساواة وعدالة اجتماعية ومجالية.
نتمنى ان تكون سنة 2021 مفتاح خير على البشرية وعودة السكينة والطمأنينة واسترداد الثقة..
عام مضى وحياتنا تمضي مع الزمن بلا توقف في حياة كل واحد منا هي الزمن .فعلينا ان نغتنمه في الاعمال الصالحة والمفيدة.
خليل البخاري باحث تربوي
