الثلاثاء 19 مارس 2024
رياضة

محرز نجم المنتخب الجزائري: أمي مغربية وفضلها كبير على نجوميتي

محرز نجم المنتخب الجزائري: أمي مغربية وفضلها كبير على نجوميتي رياض محرز رفقة والدته وابنته "عناية"

بضواحي مدينة باريس، ومن أبوين مهاجرين (جزائري ومغربية)، عاش رياض محرز يتيما، وعانى من حرمان دفء حنان الأب وتوجيهه، وسنه لم يتجاوز حينذاك 15 عاما.. لكن أجمل هدية قدمها الأب لابنه رياض، هو تشجيعه على ممارسة كرة القدم. إذ كان يرافقه لمدرسة مختصة في الإشراف على تعليم الأطفال تعاليم كرة القدم وفنياتها، وعمر رياض محرز لم يتجاوز بعد 8 سنوات...

ومنذ الوهلة الأولى تنبه له معلموه أنه موهبة تستحق الرعاية؛ وكانت تخميناتهم تنبئ بوصوله إلى عالم الشهرة والنجومية، إن سار على منهجية الاجتهاد وحسن العطاء والانضباط. وهو ما تحقق في نهاية المطاف...

وتشاء الأقدار أن لا ينعم الأب بمشاركة ابنه رياض تألقه الكروي ونجوميته اللامعة، حيث فارق الحياة وعمر رياض لا يتجاوز 15 عاما؛ لتتولى الأم المغربية المسؤولية بثقل مضاعف.. فهي لم تقتصر على أشغال البيت، بل شمرت عن ساعديها لضمان لقمة العيش لأبنائها الأربعة، أكبرهم رياض.

إنها فاطمة المغربية، ابنة مدينة وجدة، التي وجدت نفسها في أرض المهجر تتقاسم الحياة مع زوج جزائري.. لكن أمنيتها لم تتحقق إلا بالتعاون معه لالوصول إلى أبعد محطة في الحياة. وواصلت فاطمة كل أنواع التضحيات لتربية الأبناء والسهر على توجيههم نحو غد أفضل، وحافظت على مسار رياض المتشبع بهواية ممارسة كرة القدم...

وفي سن 18 التقطت الأعين التقنية الفرنسية مؤهلات اللاعب رياض محرز لينظم لنادي لوهافر.. من هنا كانت بداية التألق والتوهج الكروي؛ لتتهافت عليه عروض الاحتراف من أعلى مستوى.. وكانت وجهته الدوري الإنجليزي، ليحط الرحال في نهاية المطاف بواحد من أشهر الأندية العالمية، ونعني به فريق مانشستير... وأن تصبح  لاعبا عربيا من طينة محرز رسميا ونجما متألقا في صفوف هذا النادي، فتلك منتهى النجومية..

عطاء اللاعب محرز المتميز بفريق مانشيستر جعل المسؤولين عن المنتخب الجزائري ينادون عليه لتعزيز صفوف المنتخب، إذ سارع على الفور لتلبية طلبهم، دون تردد، وذلك منذ سنة 2014؛ ليبصم على علامات التألق بكل صفات فنيات كرة القدم.... وما قدمه من أداء كروي متميز خلال نهائيات "الكان 2019"، يبقى خير دليل على نجومية هذا اللاعب المتألق.

لقد جعل اللاعب محرز من والدته سنده في الحياة، فهي تعيش معه بالديار الإنجليزية.. يقول محرز منوها بفضل دعم أمه له: "والدتي مغربية، وفضلها كبير على نجوميتي، لكونها حرصت على الاهتمام بي وبموهبتي الكروية، وحافظت على رغبتي الجامحة بتعلقي وهيامي بكرة القدم، بالرغم من الظروف الاجتماعية الصعبة التي اجتزناها في مرحلة هامه في حياتنا".