الخميس 28 مارس 2024
رياضة

فضيحة "رادس" بتونس تُسقط "ورقة التوت" عن المشهد الكروي المغربي

فضيحة "رادس" بتونس تُسقط "ورقة التوت" عن المشهد الكروي المغربي

تعيش كرة القدم المغربية والانتخابات في خندق واحد، إن لم نقل في "القادوس" نفسه. والقادوس هو رمز للفساد والقاذورات. حيث أن الانتخابات وكرة القدم يجمع بينهما الفساد الواضح والبين. ومن قال العكس، فإنه غير صادق مع نفسه، فكيف له أن يكون صادقا مع الآخرين. وسنترك مجال الانتخابات ونركز الحديث على مجال كرة القدم، على اعتبار أن هذا المجال استشرى فيه الفساد، وليس هو وليد اليوم، بل عبر مختلف الحقب التاريخية.

فلا يجب على ما وقع من أحداث مشينة بملعب رادس بتونس أن تنسينا واقعنا الكروي المخجل ،الواقع الذي "ذبحت" فيه طموحات العديد من الأندية التي غادرت قسم الصفوة بسبب تواطؤات مكشوفة، وبسبب نفوذ مسؤولين جامعيين. وبما أن التقنيات متطورة لدى المغاربة في "طبخ" المباريات، فإنه يستحيل ترك بصمات لمواقع "جرائم" البيع والشراء. فلنتوقف عند مباراة الكوكب ويوسفية برشيد، تلك المباراة التي أشعلت انتقادات قوية من طرف الرأي العام الرياضي قبل أن تشتعل من الفريق المتضرر من فوز الكوكب (4-1). فنتيجة اللقاء غنية عن كل تعليق، وكيف لفريق الكوكب أن يفوز بحصة أربعة أهداف وهو الذي عجز عن تسجيل ولو هدف واحد في العديد من المباريات، وكيف له أن يفوز بتلك الحصة وهو الذي يعاني بعقم في خط الهجوم...

تعالت الاحتجاجات والانتقادات، ولا أحد من مسؤولي الجامعة تحمل مسؤولية فضح ما حدث... بالأمس القريب، تعالت أصوات العديد من الفرق مشتكية من شطط الحكام، من ضربات الجزاء الخيالية ومن إلغاء أهداف مشروعة، ومن طرد لاعبين بشكل ظالم.... وصل عدد الفرق المحتجة لأكثر من خمس فرق؛ وطالبت هذه الفرق بحل المديرية المركزية للتحكيم، لكن مسؤولي الجامعة تعاملوا مع هذه الزوبعة بذكاء كبير، وهم ينظمون يوما دراسيا جمع بين رؤساء الفرق ومسؤولي التحكيم بتأطير من مسؤولي الجامعة، والغاية من ذلك هو هدف وحيد، ويتمثل في إطفاء الغضب وطي صفحة الاحتجاجات، وتوفقوا في ذلك إلى أبعد حد، وتم الاحتفاظ بنفس مسؤولي التحكيم  بشكل سافر...

إن تعداد أمثلة تفشي الفساد الكروي ببلادنا لا يمكن حصره في حالة أو أكثر، بل هو واقع يبقى المتتبع الرياضي المغربي على بينة منه، وكل لقاء شابته حالة الخلل تجد المتتبع المغربي يسخر من نتيجته وبشكل علني. من هنا يتأكد أن الحديث عن الفساد الرياضي بالقارة الإفريقية لا يجعل كرة القدم المغربية تعيش بمعزل عن هذا الواقع. فالواقع الكروي المغربي يبقى الفساد به مثبتا أقدامه بكل دقة، ويبقى المسؤول بالأجهزة الرياضية هو صاحب القسط الأوفر من كل التجاوزات والاختلالات، خاصة وأن رؤساء السواد الأعظم من أندية كرة القدم يعملون على تشكيل قاعدة عريضة من المنخرطين، يعمل الرئيس على أداء واجب انخراطها، وذلك لسبب أساسي وهو خلق جبهة من "الحياحة" لصالحه من جهة، والعمل على التصويت عليه خلال الجموع العامة من جهة ثانية. ومن هنا ستمد أغلب الرؤساء مكسب "خلودهم" بكرسي الرئاسة.

إن غياب التسيير النزيه والعمل على نهج أساليب غير سليمة في نتائج العديد من المباريات و. و. و... هو صورة واضحة لواقع كروي فاسد، ما زلنا نعاني منه مع كامل الأسف.