الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

غريب عبد الحق:لماذا يقاطع الطلبة بجامعة شعيب الدكالي الامتحانات؟

غريب عبد الحق:لماذا يقاطع الطلبة بجامعة شعيب الدكالي الامتحانات؟ غريب عبد الحق، و مشهد لجامعة شعيب الدكالي
للسنة الثالثة على التوالي، وفي أول سابقة في تاريخ الجامعة المغربية يقاطع طلبة كلية الآداب وكلية العلوم بالجديدة الامتحانات لنفس السبب، ألا وهو التأجيل.. ويمكن القول أن مقاطعة الامتحانات من أجل تأجيلها أصبحت قاعدة بجامعة شعيب الدكالي ومكسبا للطلبة، ويتحمل مسؤولية تقعيدها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وطاقمه. كيف ذلك؟
عندما كان طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية يعتصمون ويبيتون لعدة ليالي أمام مكتب العميد في دجنبر 2016 رغم قساوة البرد، يطالبون بفتح باب الحوار من أجل تأجيل تاريخ بداية امتحانات الدورة الخريفية، أبى العميد إلاّ أن ينهج سياسة صمّ الآذان، واختار التعنّت ورفض الجلوس إلى طاولة الحوار، تحت ذريعة أن ذلك يمس بهيبته ويؤدي إلى "ضسارة الطلبة"، وقد كان يمرّ من أمام الطلبة المعتصمين صباح مساء ولعدة أيام دون أن يعيرهم أي اهتمام، إلى أن قال لهم ذات مرة: "غير فرقو هاد الجوقة.. أقسم بالله لن أؤجّل الامتحانات ولو انطبقت السماء مع الأرض".
وقبل بداية الامتحانات، أصدر الطلبة بلاغا يعلنون فيه عن المقاطعة، دون أن يتخذ العميد أي مبادرة لاحتواء الوضع واستمر في تعنّته، إلى أن جاء ما لم يكن في حسبانه، حيث قاطع الطلبة الامتحانات لأول مرة في تاريخ جامعة شعيب الدكالي، اضطر بعدها العميد إلى الاستجابة لمطلبهم، فأعلن عن تأجيل امتحانات الدورة الخريفية برسم السنة الجامعية 2016-2017، وهو الذي أقسم على ألاّ يؤجلها.
وفي السنة الموالية انتقلت العدوى إلى كلية العلوم، حيث قاطع الطلبة امتحانات الدورة الربيعية بعد أن قاموا بسلسلة من الاحتجاجات مطالبين بتأجيلها دون جدوى.. وهكذا بات تأجيل الامتحانات عن طريق المقاطعة مكسباً للطلبة في جامعة شعيب الدكالي، بسبب تعنّت المسؤولين وغياب حوار جاد يستجيب للقواعد والأدبيات المعمول بها.. وقد تستمر المقاطعة في السنوات المقبلة طالما سيبقي نفس المسؤولين على كراسيهم.. مسؤولين يفتقدون إلى مقومات القيادة، وغير قادرين على الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إيجاد حلول لأبسط المشاكل، كما كان عليه الحال منذ سنوات.
في الأخير، لا بد من الإشارة إلى أن المتضرر من مقاطعة الامتحانات وتأجيلها هو مصداقية الامتحانات وصورة الجامعة ونفسية الطلبة وذويهم، بالإضافة إلى مصداقية مجلس المؤسسة، وأن المسؤولين بكلية العلوم وكلية الآداب يتحملون كامل المسؤولية في ذلك، رغم أنهم يسعون لتبرئة ذمتهم من مسؤولية المقاطعة، تحت ذريعة أن تاريخ الامتحانات وقرار عدم تأجيلها هو قرار مجلس المؤسسة وهم يحترمون قرارات مجالسهم.. والحال أن المشكل الأساس يكمن في تعنّتهم وعدم قدرتهم على فتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الطلبة وفق القواعد والأسس والآداب المتعارف عليها، من أجل إيجاد حل يرضي الجميع، كما كان الحال عليه منذ سنوات.
ذ. غريب عبد الحق، كلية العلوم بالجديدة