حل وفد يضم أئمة وممثلين عن جاليات مسلمة بمنطقة (باكا) جنوب فرنسا بمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 في إطار زيارة لمجموعة من المؤسسات الوطنية الثقافية والدينية. وضم الوفد ممثلين عن الجاليات المغربية والسينغالية والقمرية بجنوبي فرنسا.
وأكد خالد بلخدير، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في الجهة الجنوبية، على ان هذه الزيارة تدخل في إطار تعريف الجاليات المسلمة في فرنسا بقيم التعدد والتعايش التي تميز المغرب وكذا نموذجه الديني المنفتح على الآخر والذي استطاع أن يجلب اهتمام عدد من الدول الأوروبية والإفريقية.
وخلال كلمته بهذه المناسبة اعتبر الدكتور مصطفى المرابط، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن العديد من المعيقات تقف حاجزا أمام استغلال المسلمين لفرصة تواجدهم في المجتمعات الأوروبية من أجل المساهمة مع الثقافات الأخرى في إعادة الكرامة للإنسان بصفة عامة.
اما المستشارة القانونية لاتحاد مسلمي فرنسا وعضو مؤسسة مساجد فرنسا، فاطمة جلدوأورساتلي، فقد أكدت في مداخلتها انطلاقا من تجربتها الميدانية على ضرورة بلورة نموذج ديني متنور وتقديمه إلى الشباب التائه لتجنيبه السقوط في الخطابات المتطرفة والقراءات المتشددة للدين، مشيرة في نفس الوقت إلى التهميش الذي تعانيه الجاليات المسلمة على كافة المستويات، والذي يفرض البناء بشكل جماعي من أجل تغيير الصورة النمطية التي ترسمها وسائل الإعلام على الجاليات المسلمة.
من جانبه عبر رئيس الجمعية الفرنسية لمسلمي إفريقيا والمحيط الهادي الشيخ ديوب، في كلمة له بهذه المناسبة على امتنانه للمجهودات التي يقوم بها المغرب من أجل تعزيز الممارسة الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال، وحرصه على الدفاع بشكل منفرد على المواطنين الأفارقة وإعادة الكرامة لهم، مذكرا جوانب تاريخية من العلاقات الأخوية التي تجمع المغرب والسنغال خصوصا في المجال الروحي.
وفي نفس الاتجاه قال مفتي الجالية القمرية في فرنسا الشيخ محمد كاسيم، إن المغرب راكم تجربة وخبرة كبيرتين في تدبير الجاليات بالخارج وجعلها أكثر انتظاما واندماجا في المجتمعات الأوروبية، وعبر عن الحاجة إلى الاستفادة من هذه التجربة الغنية، ومؤكدا على أهمية الاشتغال بشكل جماعي من اجل الرقي بأوضاع المسلمين في فرنسا.