الرأي العام الجامعي قلق على مستقبل النقابة الوطنية للتعليم العالي.. فهو يتساءل اليوم كيف لمكتب وطني يزعم أنه سيحل مشاكل الأساتذة الباحثين ويدافع عن الجامعة العمومية الجيدة والمنتجة والمجانية، وأعضائه غير قادرين على بلورة رؤية واضحة وخطة نضالية موحدة حول ملف أستاذ واحد موقوف عن العمل بأكادير؟  بل اختلافهم، حسب ما يعلنون، وصل إلى حد التنافر حول المكاسب السياسية والحسابات الضيقة، مما يحول دون الاتفاق حول استراتيجية عمل موحدة لتدبير الملفات.

ما معنى أن ينفرد أعضاء من المكتب الوطني بملف نقابي، وينظمون "وقفة تضامنية" مع أستاذ باحث موقوف عن العمل، تحت غطاء غير غطاء النقابة الوطنية للتعليم العالي، ويُغَيٌب المكتب الوطني والمكتب الجهوي؟ الجواب طبعا يكمن في عملية تهريب الملفات النقابية من أجل استغلالها في حسابات سياسية ضيقة.. استغلالها في إطار خارج إطار منظمتنا العتيدة، النقابة الوطنية للتعليم العالي.

ثم ماذا عن الكاتب الوطني؟ ماذا يعني صمته؟ ما هو موقفه من الوقفة ومما يجري؟ هل تم التنسيق بينه وبين منظمي الوقفة دون علم باقي أعضاء المكتب؟ إلخ...

مهما كانت الأجوبة، فإن الأستاذ الباحث اليوم له الحق في أن يخاف وينزعج ويضع يده على قلبه خشية على مستقبل النقابية الوطنية للتعليم العالي وعلى وحدتها.