السبت 20 إبريل 2024
في الصميم

اللهم الطف بمغاربة العالم

اللهم الطف بمغاربة العالم

 في أكثر من مناسبة كنا دائما نقول أن المشرع المغربي أخطأ في التقطيع الجهوي للمملكة سواء في النسخة السابقة لما كان المغرب مقسما إلى 16 جهة أو في النسخة الحالية التي تضم 12 جهة. ونقصد بذلك الإقصاء المتعمد لحوالي سدس المغاربة الموجوين بالمهجر، من أجندة السياسة العمومية ومن أجندة الأحزاب. علما أن أحد المرتكزات الأساسية لضخ العملة الصعبة ببلادنا هي التحويلات التي يقوم بها مغاربة العالم والتي تمثل تلث عائدات المغرب من حجم  العملة الصعبة، إذ كنا دائما نعتبر مغاربة العالم مجازا  بمثابة "الجهة رقم 17" في التقطيع القديم، و نعتبرهم مجازا "الجهة رقم13" في التقطيع الحالي.

 ورغم هذه المعطيات البديهية فإن أزيد من 5 مليون مغربي مهاجر لا يحظى حتى بسطر في خطاب مسؤول حزبي أو بفقرة في برنامج اقتصادي أو سياسي لهذه العائلة السياسية أو تلك. والأفظع أن الحكومة والأحزاب عموما لا تتدخل حتى في القضايا التي لا تتطلب ميزانية أو برنامج عمل أو تحملات وجدولة للتنفيذ. دليلنا على ذلك ما تشهده أوربا اليوم، وهي الحاضن الأكبر للمغاربة المهاجرين، من تنامي الاعتداءات والتحرشات العنصرية إما بسبب عدم تكافؤ الفرص في العمل أوالحق في ارتداء اللباس الذي يناسب موروث المجتمعات، أو الحق في الترقي الاجتماعي داخل جول الاستقبال.

 فكل أحزابنا منخرطة في شبكة أمميات أو تجمعات للأحزاب اليمينية والاشتراكية والليبرالية، وكل أحزابنا تتوصل بمنحة من الخزينة العامة للدولة المغربية للقيام بواجباتها في التأطير والدفاع عن مصالح المغاربة، وكل أحزابنا تتوفر على برلمانيين مندمجين بدورهم في شبكات برلمانية مع جمعيات مماثلة ببرلمانات الدول الأوربية على حدة من جهة وبرلمان الاتحاد الأوربي من جهة ثانية، ومع ذلك لم نسمع أن وزيرا مغربيا أو قائدا حزبيا مغربيا أو رئيس فريق برلماني مغربي احتج أواستنكر، أوقام بتعبئة المواطنين في الأحياء والجامعات والجمعيات والمعامل ودورالشباب والضيعات الفلاحية للتحسيس بمعاناة وعذابات المغاربة بالمهجر على يد العنصريين والنازيين والفاشيين والحاقدين على العرب والمسلمين.

 طبعا، نحن لسنا أسياد العالم لنحدد الأولويات في الدول الاوربية، ولكن الاحتجاج المستمر والتعبئة الداخلية للمغاربة بالمغرب ستمنح السند المادي والمعنوي لسدس المغاربة الذين يعيشون بالمهجر من جهة وستجعل الحكومات والبلديات الأوربية تستحضرأن المغاربة المهاجرين ليسوا منبوذي وطنهم او تم التخلي عنهم من جهة ثانية كما أن التعبئة الداخلية قد تعد رسالة من المغرب بأنه مستعد أن يتعامل بالمثل مع الأوربيين المقيمين به كذلك من جهة ثالثة.

 لا ينبغي أن يفهم من موقفنا هذا الدعوة إلى الحقد والعنصرية، حاشا لله. ولكن الصبر له حدود، والإهانات التي يتجرع مرارتها المغاربة بدول المهجر) خاصة بأوربا الغربية( بلغت مستوى لا يطاق. وأضعف الإيمان أن يعي قادة أحزابنا أن من مسؤوليتهم أيضا تبني محنة أزيد من 5 ملايين مغربي بالمهجر.

 فمن العارأن تتعامل النخبة السياسية المغربية مع المهاجرين كمضخة للعملة الصعبة، إذ بذلك تكون جرائم نخبتنا أفظع من اليمين الأوربي ومن اليسار الأوربي ومن النازية  والفاشيين الجدد بأوربا.

 فاللهم الطف بإخواننا المغاربة المغتربين بأوربا وكن سندا لهم في محنتهم مع العنصريين والنازيين والفاشيين.