الثلاثاء 23 إبريل 2024
خارج الحدود

أحمد علي: الأوفر حظا لخلافة والده صالح على رأس "المؤتمر الشعبي" باليمن

أحمد علي: الأوفر حظا لخلافة والده صالح على رأس "المؤتمر الشعبي" باليمن أحمد علي عبد الله صالح

ما إن سالت دماء الرئيس اليمني على يد الحوثيين بأكثر من 30 طلقة في الصدر والرأس، حتى عاد اسم الابن الأكبر للرئيس للتداول على نطاق واسع، خاصة بعد أن صرخ بأن دماء والده "ستكون جحيما يرتد على أذناب إيران"، وقوله "سأقود المعركة حتى طرد آخر حوثي من اليمن" وهذا ما جعل الملاحظين يعتبرونه الأوفر حظا لخلافة والده على زعامة "المؤتمر الشعبي"، والأكثر أهلية لقيادة حرب لا هوادة فيها ضد تنظيم الحوثي الموالي لإيران.

إن تاريخ أحمد علي عبد الله صالح وتجربته ومؤهلاته، كلها تزكي قدرته على الزعامة كما على قيادة الحزب الذي أسسه والده منذ 1982، فهو كان سفير اليمن من 2013 حتى 2015 لدى الإمارات العربية المتحدة، وقبل ذلك كان قائدا للحرس الجمهوري اليمني طوال 8 سنوات، أي بدءا من 2004 وحتى العام 2012، إلى أن قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بإلغاء الحرس ودمج وحداته بتشكيلات الجيش المختلفة، في محاولة لتفريق القوة المنظمة الأكثر ولاء للرئيس علي عبد الله صالح.

وقد انتخب أحمد علي عبد الله صالح عام 1997 عضوا بمجلس النواب اليمني، ثم قائدا من عام 1999 وحتى العام 2002 لما كان يعرف باسم "القوات الخاصة"، أي قوات النخبة في الجيش اليمني.

فضلا عن ذلك، لم يكن خافيا أن علي عبد الله صالح كان يعد نجله البكر لخلافته، فالرئيس السابق "كان يرغب دائما بتوريث نجله أحمد رئاسة الجمهورية" طبقا لما اتضح من وثيقة سرّبها موقع "ويكيلكس" وورد فيها أيضا، أن معظم المراقبين، ومعهم المركز الاستخباراتي التابع للسفارة الأمريكية بصنعاء، يشعرون أنه يجري تحضير أحمد ليكون الرئيس القادم خلفاً لأبيه، وهو الذي ترقى سريعا في رتب السلك العسكري حتى وصل إلى رتبة "عميد ركن" بالجيش.

وقد ولد أحمد علي عبد الله صالح في 25 يوليوز 1972 بصنعاء، وفيها درس مراحل التعليم النظامي، ثم حصل على بكالوريوس إدارة واقتصاد في 1995 من جامعة أمريكية بواشنطن، وبعد 4 سنوات حصل على ماجستير بالعلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بالأردن، كما تخرج في عام 2006 في كلية الحرب العليا (الأكاديمية العسكرية العليا) وهو متزوج، وأب لولدين، علي وكهلان، إضافة إلى 4 بنات.

إلى جانب هذه المهمات والمناصب، تولى الابن الأكبر للرئيس المقتول رئاسة مجلس إدارة "مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية للتنمية". كما تم تعيينه رئيسا فخريا لكل من "نادي التلال الرياضي" بعدن، و"جمعية المعاقين حركيا" وكذلك "منظمة إرادة شعب"، وأيضا "اتحاد اليمن لكرة القدم"، إضافةً إلى "نادي شعب حضرموت الرياضي"، وكذلك "نادي اتحاد إب" في مدينة إب.

وكان العميد الركن أحمد صالح قد تعرض في 2004 لمحاولة اغتيال، قام بها ضابط اسمه على المرائي، فأطلق عليه 8 رصاصات، أصابه بعضها، فسارعوا لنقله إلى "مستشفى الحسين" الأردني بعمان لتلقي العلاج.

إن الوضع في اليمن، واغتيال علي عبد الله صالح الذي خلط جميع الأوراق أمام جميع الفاعلين، يضع الشرعية اليمنية أمام تحدٍّ يفرض عليها المبادرة إلى إعادة توحيد صفوف حزب "المؤتمر الشعبي"، وانتخاب قيادة جديدة موحدة له، على اعتبار أنه الحزب الأكثر نفوذا وانتشارا ودراية بشعاب صنعاء والحكم فيها. كما أن موضوع تولي الابن الأكبر للرئيس القتيل مهمة الزعامة يعتبر اليوم أمرا ملحاً للحفاظ على التماسك، وعلى الولاءات القبلية والعسكرية تجنبا لمزيد من الانقسام.