من المنتظر أن يقوم الملك محمد السادس، ابتداء من يوم غد الأربعاء، بزيارة إلى مجموعة من الدول الإفريقية، والتي تضم في برنامجها كل من جمهورية السنغال، وجمهورية الكوت ديفوار، والجمهورية الغابونية، وأيضا جمهورية غينيا بيساو. وهي المناسبة التي سيترأس فيها الملك مراسم التوقيع على اتفاقيات ثنائية، وإطلاع مشاريع تعاون تهم التنمية البشرية، وتبادل الخبرات إلى جانب تعزيز الشراكة الاقتصادية مع هذه الدول.

ومن المؤكد، أن الملك محمد السادس ومنذ اعتلائه العرش منذ 16 سنة، أبدى اهتماما متميزا بالقارة السمراء، وخصوصية الانفتاح عليها كسبيل واعد للإقبال على شراكة جنوب جنوب، يكون فيها المغرب بموقع ريادي.

وكانت مجموعة من الآراء لمتتبعين، أن أبرزت مؤهلات المغرب لهذه المهمة بفضل الروابط التاريخية والروحية مع العديد من بلدان جنوب الصحراء، وكذا بفضل خبرته ووضعه كبلد معتدل ومنفتح، وبما يتوفر لديه من مقومات، يجب استغلالها، من أجل التموقع في خريطة المنطقة على المدى الطويل، وبصفة ذكية وتضامنية.

ومن جهة أخرى، يجمع رجال الاقتصاد على أن الزيارات الملكية لإفريقيا، تشكل حافزا كبيرا لرجال الأعمال المغاربة، من أجل اكتشاف الميدان، وعقد شراكات، خاصة أن المغرب اكتسب خبرة وكفاءة معترفا بها في عدد من المجالات، وهي فرصة لتقاسم ذلك مع باقي البلدان الإفرقية. وتجدر الإشارة إلى أن القارة الإفريقية، تضم حوالي مليار نسمة، وحسب توقعات إحصائية، سيتضاعف هذا الرقم سنة 2050. مع العلم، والقول لأخصائيين، إنها قارة توفر إمكانات هائلة في مجال التنمية، سواء من حيث استغلال الثروات الطبيعية، أو البنيات التحتية، والزراعة والطاقة، والتكوين، والصحة.