Wednesday 3 December 2025
مجتمع

مرض السرطان بالمغرب.. مجهودات محمودة لكن المعاناة الحقيقية مستمرة

مرض السرطان بالمغرب.. مجهودات محمودة لكن المعاناة الحقيقية مستمرة
يمثل‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬لمحاربة‭ ‬داء‭ ‬السرطان،‭ ‬(الذي‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬نونبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام)،‭ ‬محطة‭ ‬سنوية‭ ‬للتوعية‭ ‬بأهمية‭ ‬الوقاية‭ ‬والفحص‭ ‬المبكر،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مرض‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬الوفاة‭ ‬وطنيا‭ ‬وعالميا،‭ ‬حيث‭ ‬يسجل‭ ‬المغرب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬إصابة‭ ‬جديدة‭ ‬كل‭ ‬سنة‭.‬
 
السرطانات‭ ‬الأكثر‭ ‬انتشارا‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬والرجال
 
وحسب‭ ‬أحدث‭ ‬تقرير‭ ‬لسجل‭ ‬السرطانات‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬الكبرى‭ ‬(2018–2021)،‭ ‬يتصدر‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬بنسبة 39.1%،‭ ‬متبوعا‭ ‬بسرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬بـ 11.9%،‭ ‬ثم‭ ‬سرطان‭ ‬القولون‭ ‬بـ 7.7%،‭ ‬فسرطان‭ ‬عنق‭ ‬الرحم‭ ‬بـ 6.5%‭.‬
 
أما‭ ‬لدى‭ ‬الرجال،‭ ‬فيحتل‭ ‬سرطان‭ ‬الرئة‭ ‬الصدارة‭ ‬بـ 25.8%،‭ ‬يليه‭ ‬البروستات‭ ‬بـ‭ ‬14.1%،‭ ‬ثم‭ ‬سرطان‭ ‬القولون‭ ‬بـ 9.9%‭. ‬
 
وتشير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬ارتفاع‭ ‬حالات‭ ‬السرطان‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬مليون‭ ‬إصابة‭ ‬بحلول‭ ‬2050،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬77%‭ ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2022،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المغرب‭ ‬يضع‭ ‬محاربة‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬أولويات‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية‭.‬
 
وشهدت‭ ‬مواجهة‭ ‬السرطان‭ ‬بالمغرب‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬2010‭ ‬عبر‭ ‬المخطط‭ ‬الوطني‭ ‬الأول (2010-2019)،‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬لأنظمة‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬خصوصًا‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬وعنق‭ ‬الرحم‭. ‬وتم‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المخطط‭ ‬الثاني (2020–2029)،‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬أهمية‭ ‬أكبر‭ ‬للوقاية‭ ‬وتحسين‭ ‬الولوج‭ ‬للعلاجات‭.‬
 
وتنظم‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والجمعيات‭ ‬النشيطة‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬حملات‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر‭ ‬وتشخيص‭ ‬الحالات‭ ‬الصامتة،‭ ‬مع‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬تلقيح‭ ‬الفتيات‭ ‬البالغات‭ ‬11‭ ‬سنة‭ ‬ضد‭ ‬فيروس‭ ‬الورم‭ ‬الحليمي‭ ‬البشري HPV،‭ ‬المدرج‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬التلقيح‭ ‬الوطني‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭. ‬وترى‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬تعميم‭ ‬اللقاح‭ ‬قد‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬سرطان‭ ‬عنق‭ ‬الرحم‭ ‬الذي‭ ‬يودي‭ ‬بحياة‭ ‬350‭ ‬ألف‭ ‬امرأة‭ ‬سنويا‭.‬
 
رغم‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬يبقى‭ ‬السرطان‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬لمواجهة‭ ‬متطلبات‭ ‬العلاج‭ ‬الباهضة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬السرطان،‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬العلاج‭ ‬وجهل‭ ‬المحيط‭ ‬العائلي‭ ‬بدوره‭ ‬كمساعد‭ ‬نفسي‭ ‬واجتماعي‭.‬
 
بكل‭ ‬موضوعية‭ ‬هناك‭ ‬مجهودات‭ ‬تبذل،‭ ‬لكن‭ ‬معاناة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬مازالت‭ ‬مستمرة‭.‬