علاقة مول الكرة مع الإشهار
بلغ المرحوم أحمد فرس في سبعينيات القرن الماضي (خاصة ما بين 1972 و 1977) درجة كبيرة من الشهرة، وأصبح مثار إعجاب عشاق كرة القدم ليس في المغرب فقط، وبعيدا عن انتماءات الجماهير، وإنما على الصعيدين العربي والأفريقي. فكان لابد أن يسعى المعلنون إلى التواصل معه من أجل الترويج لسلعة معينة في إطار الإشهار، لكن فرس كان يرفض رفضا تاما رغم الإغراءات المالية..
من حكايات الحاج رحمه الله في هذا السياق، أن زاره في بيته أشخاص أجانب ممثلو شركة للحلاقة ووصلوا بصعوبة الى إقناعه للترويج لموس الحلاقة المعروف بجيليت Gillette، وتم الاتفاق على يوم التصوير، طبعا مقابل مبلغ مالي مهم في ذلك الوقت.
وفي الموعد المحدد، تراجع أحمد فرس عن الاتفاق مقدما الاعتذار لأنه غير قادر على مواجهة الناس بعد نشر الإعلان التجاري.. وبخجله المعروف، حاول إقناع محاوريه دون كثير من الكلام، بأن سعادته الكبيرة تكمن في لعب الكرة وإسعاد الجماهير ومحبة الناس التي لا تقدر بثمن.
وهنا لابد من التذكير بعلاقة فرس بالمال..فالمعروف عليه أنه كان إنسانا قنوعا يسعى الى العيش الكريم وتلبية طلبات أسرته في مستوى محدد، ولو كان غير ذلك لأصبح من أغنياء مدينة المحمدية. إذ كانت تكفي محبة الملكين له؛ الحسن الثاني رحمه الله ومحمد السادس متعه الله بالصحة لطلب مايريد ولكنه لم يفعل..
وبخصوص الإشهار، هناك من يتذكر دراجة نارية كانت معروفة في نهاية سبعينيات القرن الماضي اشتهرت باسم فرس، وكان الناس يربطونها باسم عميد المنتخب الوطني مثلما سيرتبط اسم العداء سعيد عويطة بالقطار السريع في ثمانينيات القرن ال20.
سألت مرة الحاج فرس رحمه الله عن علاقة اسمه بالدراجة النارية، فأجاب بأن الشركة المصنعة هي من أطلقت اسم فرس على الدراجة النارية دون التواصل معه أو أخذ رأيه.. وعندما سأله أحد الأصدقاء عن ردة فعله، أطلق ابتسامة عريضة هي إشارة كما كنا نفهمها لتجاوز الموضوع والحديث عن شيء آخر..
يتبع..
.png)