عقد وفد يمثل "منتدى كفاءات إقليم تاونات" لقاءً مع محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، يوم الخميس 5 يونيو 2025 بمقر الوزارة -قطاع الثقافة-، خُصِّص لطرح بعض الملفات والمشاكل التي يعاني منها إقليم تاونات في مجالي الشباب والثقافة، على غرار اللقاءات السابقة التي عقدها المنتدى مع وزراء ومسؤولين بشأن قضايا التنمية بالإقليم.
وبعد كلمة ترحيبية من الوزير، تناول الكلمة إدريس الوالي، رئيس المنتدى (الذي يضم وزراء سابقين وبرلمانيين وأطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين ومديري مقاولات وإعلاميين ومهنيين آخرين)، حيث شكر فيها الوزير والكاتب العام وباقي الطاقم المرافق له على استقبال الوفد للمرة الثانية (الاستقبال الأول كان يوم 4 ماي 2022) من أجل الإنصات لنبض المجتمع المدني الفاعل والتفاعل مع قضاياه الثقافية، في إطار سياسة الإنصات القائم على القرب والمواكبة والتفاعل البنّاء.
كما كانت فرصة للمنتدى لتقديم الشكر للوزير على الدعم الذي ستخصصه الوزارة للمنتدى لأول مرة برسم سنة 2025 من أجل إنجاز مشروعين ثقافيين وفنيين: الأول يحمل عنوان "مهرجان الشعر لإدريس الجاي بتاونات"، والثاني "تراث وفن تاونات بعاصمة الأنوار - الرباط"، بهدف تعزيز الثقافة المحلية، وتشجيع المواهب الشابة، والحفاظ على التراث، إلخ.
وتطرق الوالي في كلمته إلى البعد الرمزي للمكوّن الثقافي لإقليم تاونات، والحاجة الماسّة والملحّة للنهوض بالشأن الثقافي التاوناتي في مختلف تجلياته المحلية، وضرورة إيلاء عناية خاصة للموروث الثقافي المتنوع بالإقليم.
وفي هذا السياق، استعرض الوالي قائمة مقترحات - مطالب، اختزلها في ثماني (8) نقاط أساسية، وهي:
-
إعادة فتح مندوبية إقليمية للوزارة بتاونات، على غرار إقليم تازة.
-
تجاوز البطء الكبير الذي عرفه ورش المركب الثقافي المتعدد التخصصات بعاصمة إقليم تاونات (لأكثر من 10 سنوات)، والذي يُعوَّل عليه كفضاء لاحتضان الأنشطة الفنية والمسرحية، والتكوينات في مجالات الفنون والإبداع.
-
ضرورة تقديم المزيد من الدعم العمومي للمهرجانات الوطنية المنظمة بالإقليم، على رأسها: مهرجان الفروسية بتيسة، ومهرجان الطقطوقة الجبلية بتاونات، ومهرجان الزيتون بغفساي، ومهرجان السنوسية بقرية أبا محمد، ومهرجان التين بتاونات، إلخ.
-
ضرورة تقديم الدعم العمومي للجمعيات الثقافية الجادة بالإقليم، خاصة تلك التي تقوم بمجهودات كبيرة في تأطير الشباب وتنشيط الساحة الثقافية. وهنا اقترح دعم متحف خاص بالمدينة العتيقة بتاونات لصاحبه رضوان البقال، الذي يضم مختلف الأشياء القديمة، والذي حظي بتغطية من مختلف القنوات المغربية والعربية.
-
العناية بالمآثر التاريخية والمعالم التراثية الموجودة بالإقليم، والتي تتعرض للتلف والضياع بسبب غياب برامج للحماية والصيانة والتثمين، وعلى رأسها "قلعة أمركو" العريقة، مهد التاريخ والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا والثقافة والعلم؛ والتي تشكل إرثًا تاريخيًا ومجالا ذا رمزية قوية، لكنها تعاني من التهميش وغياب الترميم والتثمين، مما يعرضها لخطر الاندثار.
-
تجهيز دور الشباب بالإمكانيات البشرية والمالية واللوجستية اللازمة، إلى جانب التجهيزات الرقمية والتقنية، مع دعم المكتبات بمختلف مراكز الدوائر الخمس حسب التقسيم الإداري (تاونات، غفساي، قرية بامحمد، تيسة، وطهر السوق)، وتجهيزها بحواسيب إلكترونية، وتأثيثها بالكتب الأكاديمية والتقنية والفنية.
-
الحاجة إلى إحداث مراكز ثقافية في الجماعات الترابية القروية لمحاربة العزلة الثقافية وتحقيق العدالة المجالية.
-
اقتراح إحداث مكتبة متنقلة بإقليم تاونات.
بعد ذلك، تناول الكلمة الأستاذ سعيد الغولي، الكاتب العام للمنتدى، الذي ذكّر الوزير بالملف الذي سبق أن قدّمه له في لقاء سابق حول "قلعة أمركو"، وأخبره بأنه يضع نفسه رهن إشارة مصالح الوزارة لتقديم كل الأبحاث التي خلص إليها بشأن القلعة، التي يصرّ على اعتبارها رومانية، وليس كما يذهب إليه كبار مؤرخي فرنسا مثل ليفي بروفنسال وهنري طراس، وعدد من المؤرخين المغاربة الذين يعتبرونها مرابطية.
وعلى الفور، طلب السيد الوزير حضور مدير التراث، وسأله عن مآل البحث، فأكد أن دراسات الوزارة تميل إلى الاتفاق مع طرح الأستاذ الغولي القائل بأنها رومانية أكثر مما هي مرابطية.
ثم واصل الغولي الحديث عن متحف تقليدي بمدينة تاونات لصاحبه المرحوم مصطفى البقال، الذي لا يزال يُشرف عليه أبناؤه، ملتمسًا دعمه.
ثم تدخل الدكتور محمد بكوري (أمين مال المنتدى)، الذي ثمّن ما جاء على لسان رئيس المنتدى وكاتبه العام، والتمس من السيد الوزير تقديم المزيد من الدعم لخدمة الصالح العام والإقليم.
وفي كلمته، تفاعل السيد الوزير مع جميع الملفات المطروحة التي اعتبرها معقولة، وأعطى تعليماته لمرافقيه لإنجاز ما يلزم بشأنها.
أما عن "قلعة أمركو"، فقال إن الأبحاث من المرتقب أن تبدأ خلال شهر أكتوبر المقبل، كما سطرت وزارته، ولا يستبعد قيامه بزيارة للإقليم.
تجدر الإشارة إلى أن وفد "منتدى كفاءات إقليم تاونات" كان يتكوّن من الأسماء التالية:
-
ذ. إدريس الوالي / إعلامي – إطار مستشار بمجلس النواب – رئيس منتدى كفاءات تاونات
-
د. محمد بكوري / طبيب بيطري – أمين مال منتدى كفاءات تاونات
-
ذ. امحمد البوكيلي / مدير سابق بالإذاعة المغربية – عضو المكتب التنفيذي للمنتدى
-
دة. فاطمة مازي / طبيبة ونائبة برلمانية سابقة – عضو المكتب التنفيذي
-
ذ. جواد اتويول / صحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء – عضو المكتب التنفيذي
-
ذة. إكرام الأزرق / صحافية بقناة "الجميرة" الإماراتية – عضو المكتب التنفيذي
-
ذ. زكرياء الغلماني / محامٍ بهيئة المحامين بالرباط – عضو المكتب التنفيذي
-
ذ. سعيد الغولي / إطار سامٍ سابق بوزارة الخارجية – محلل – كاتب عام المنتدى
ويُذكر أن "منتدى كفاءات إقليم تاونات"، الذي تم تأسيسه في منتصف يناير 2020، هو شبكة من الشخصيات والأطر والفعاليات المنحدرة من إقليم تاونات، والمتواجدة داخل المغرب وخارجه (وقد بلغ عدد أعضائه الآن أكثر من 1200 عضو)، ويهدف إلى تعزيز التعارف بين أبناء الإقليم، والمرافعة عن قضاياه، والمساهمة في تنميته في مختلف المجالات.
عن "منتدى كفاءات إقليم تاونات"