الثلاثاء 11 فبراير 2025
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: شركة متعددة المشاكل

إدريس المغلشي: شركة متعددة المشاكل إدريس المغلشي
أخطر ماتعيشه مجالس المدن حين يتم إفراغ السياسة منها كي يحتل مكانها (أصحاب الشكارة) بلا مؤهلات ولا رؤية سياسية ولا أفق مايهمهم سوى الربح والاستثمارالغير مشروع من خلال مواقع المسؤولية وهي عملية بقدر قتلها للفعل السياسي ترهن المدينة في قبضة عصابة لاتجيد سوى مراكمة الثروات على حساب انتظارات ومشاكل المواطن .فلا وسائل نقل عمومي تليق بالساكنة ولاخدمات تخفف من معاناته. مدينة مراكش تعيش على وقع الفوضى في كل شيء ومن أبرز مظاهرها ان تصادف حافلة نقل عمومي معطلة بشارع ضيق سببت معه اختناقا مروريا يعجز اللسان عن وصفه في مدينة سياحية بامتياز يراهن على استقبالها في السنوات المقبلة عددا مهمامن الزوار. دون أن تكلف نفسهاالجواب على سؤال ، كيف سيتم ذلك ؟ يتم تمديد عقدة شركة لاتحترم تعهداتها فكيف ستحترم هي الأخرى المواطن؟ للاسف من هم على رأس تدبير امور المدينة غير مقدرين لمسؤولياتهم بل منهم من هو خارج التغطية في أمور آنية تهم الساكنة وبشكل مستعجل . عوض استحضارثقل المسؤولية والقيام بماتمليه عليهم اتجاه الساكنة رأينا كيف تتناسل فضائح أعضاء المجلس التي لاتنته بين غراميات وعربدة على الرصيف مع تكسير واجهة سيارة مصلحة وضبط مستشارة بمصلحة التعميرتتلقى رشوة من مستثمر أجنبي . هل بهذه العينة من المسؤولين سننهض بالمدينة ونقضي على مشاكلها البنيوية العويصة ؟ بروفيلات بدون مؤهلات ولاأخلاق سطت على جل المواقع والمناصب في صفقة يبدو ان من خطط لها بوعي او بدونه يجني الآن ومستقبلا حصيلتها الكارثية . الخاسر الأكبر في هذه المعادلةالمواطن المراكشي الذي فسح المجال بتخليه عن مسؤولياته لمجموعة من شناقاوسماسرة الانتخابات الذين باعوا كل شيء بمافيه ضمائرهم . عملية الحفر التي لاتنتهي بمراكش ليس دليلا قويا على وجود اوراش تأهيل كما يسوق البعض بل الارتجالية في التدبير وسوء البرمجة والتخطيط عبر مشاريع واضحة و دقيقة وبمؤشرات واضحة هي الغائبة وبشكل قوي عن مفكرة المسؤولين.

أكبر مشكل تعاني منه ساكنة مراكش وزوارها على حد سواء وجود شركات متعهدة بالإصلاح لانعلم سياق رسو الصفقات عليها لكننا استطعنا الوقوف من خلال منهجية عملها على هويتها ،فأنت لست في حاجة لفحص أوراق اعتمادها ولا حتى عقود صفقاتها بل يكفي إلقاء نظرة على طريقة عملها ونوعية أدوات اشتغالها ومواصفات وكفاءة عمالها. لتقف على حقيقة تواضع قدراتها و كيف أنها غير قادرة على تنفيذ التزاماتها من خلال أدواتها البدائية وطريقة عملها المتخلفة. الملاحظ في الغالب أن مثل هذه الشركات لاتتوفر على نظرة احترافية في تدبير عملها بالقياس مع عملية السيروالجولان يغيب عنها التخطيط الذكي، بل قدتجد كثير من الطرقات الرئيسية مغلقة في نفس الوقت دون الإعتماد على التناوب في السير والجولان عبر جدولة محددة مما يعزز من معاناة المارة. لقد رأينا كيف عمرت أوراش سنة كاملة ويزيد ولازالت الساكنة تعاني من الحفر والأتربة بعدما تخلت الشركة عن عملية الرش التي اعتمدتها في البداية دون الحديث عن كوارث في الحفر وعملية الإصلاح .كيف لشركة لاتحترم عقدتها أن تحترم الساكنة .قال أحد الظرفاء (فهمت لماذا لم تعتذر هذه الشركة عبر يافطة كما جرت العادة وهو أمر متعارف عليه في جل الأوراش لأنها بكل بساطة لم تتعلم كيف تحترم المواطن من مسؤولي مجالس تدبيره للأسف الشديد) .