مشاهد من اللقاء استقبلت المملكة المغربية، في إطار تعزيز التعاون الأمني والعسكري الدولي، وفداً رفيع المستوى يمثل الدورة العليا رقم 147 بكلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك ضمن المحطة الأخيرة من برنامج الدراسة الميدانية الثالثة المخصصة لمنطقة الجوار الجنوبي للحلف.
وتهدف هذه الزيارة إلى تعميق فهم المشاركين للسياق التاريخي والثقافي والسياسي للمغرب، واستيعاب مقاربته في تدبير القضايا الأمنية والإقليمية، وكذا إبراز دوره كشريك رئيسي في الحوار المتوسطي للناتو، وهي الشراكة التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود.
وشمل برنامج الزيارة كما كشفت عنه صفحة " NATO Défense Collèg " لقاءات أكاديمية ومؤسساتية مع مسؤولين وخبراء من الأكاديمية الملكية المغربية، ومديرية التاريخ العسكري، والكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا (CREMS)، حيث ناقش الجانبان عدداً من القضايا المرتبطة بالأمن الإقليمي، والسياسات الدفاعية، وتحديات الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل والمتوسط.
وأكد مسؤولو حلف الناتو، في هذا السياق، أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب عند تقاطع المحيط الأطلسي وأوروبا وإفريقيا والعالم العربي يمنحه دوراً محورياً في مقاربة الحلف تجاه قضايا الجوار الجنوبي، كما يجعله شريكاً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة، بما في ذلك الإرهاب، والهجرة غير النظامية، والجريمة العابرة للحدود.
كما جرى التنويه بمساهمة المغرب المستمرة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتعاونه المتقدم مع الناتو في عدد من الملفات الأمنية، إلى جانب إشادته بإطار بناء القدرات الذي تعتمده المملكة، والقائم على تعزيز حضور المرأة داخل القوات المسلحة، وترسيخ قيم الأخلاقيات والتنوع، ودعم التنمية الاقتصادية عبر الاستثمار في الصناعة الدفاعية.
وعلى المستوى الأكاديمي، أعادت الزيارة التأكيد على متانة الشراكة بين الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا وكلية الدفاع التابعة للناتو، حيث استفاد نحو 100 إطار مغربي من دورات تكوينية بهذه المؤسسة الأطلسية، فضلاً عن التقدم الذي أحرزته CREMS في مجالات التمارين الاستراتيجية والمحاكاة العسكرية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
واختُتمت الزيارة بالتأكيد على أهمية استمرار تبادل الخبرات والرؤى الأكاديمية بين الجانبين، في أجواء طبعتها حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، بما يعكس متانة العلاقات بين المغرب وحلف شمال الأطلسي، وآفاق تطويرها في إطار شراكة استراتيجية متقدمة.
