الثلاثاء 11 فبراير 2025
كتاب الرأي

أنور الشرقاوي: متلازمة ميراوي تضرب وزارة الصحة.. وضع مقلق

أنور الشرقاوي: متلازمة ميراوي تضرب وزارة الصحة.. وضع مقلق الدكتور أنور الشرقاوي
يبدو أن فيروسًا خفيًا قد تسلل إلى مفاصل النظام الإداري المغربي، تاركًا وراءه آثارًا من الجمود وعدم الكفاءة.
بعد أن شل قطاع التعليم العالي خلال عهد الوزير السابق المعزول، ها هي "متلازمة ميراوي" تصيب الآن وزارة الصحة، مما يعرض حياة الآلاف من المواطنين للخطر.
 
 نظام صحي متعثر إن لم يكن متوقفًا 
النظام الصحي المغربي، الذي يعاني أصلًا من ضغوط كبيرة، لا يمكنه تحمل أي تباطؤ، ناهيك عن شلل طويل قصي، متوسط او قد طويل الأمد.
ومع ذلك، فإن الحقائق على الأرض تدق ناقوس الخطر:
مخزون الدم على حافة الهاوية:
مخزون الدم في المغرب لا يكفي لتغطية أكثر من 4 إلى 5 أيام من الاحتياجات.
 في ظل هذه الظروف، فإن أي انقطاع في جمع الدم أو إنتاج مشتقاته يعرض آلاف الأرواح للخطر.
أين الوكالة الوطنية للدم التي يفترض أن تعمل على مدار الساعة لتلبية هذه الحاجة الحيوية؟
 
 نقص حاد في الأدوية :
المرضى يكافحون للحصول على العلاجات الأساسية.
صناعة الأدوية الوطنية، التي تمتلك إمكانات هائلة، تتعثر بسبب التأخير الطويل في الحصول على تراخيص التسويق (AMM).
وفي الوقت نفسه، تنتظر مصانع قادرة على إنتاج اللقاحات والأدوية بكميات كبيرة فرصة العمل بكامل طاقتها، مما يؤخر الهدف الوطني بتحقيق السيادة الدوائية.
 
أين الوكالات التي وُعِد بها بمشاريع بنيوية؟
أمر جلالة الملك بإحداث ثلاث مؤسسات رئيسية لتغيير المشهد الصحي المغربي:
الوكالة الوطنية للدم: ضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الدموية.
الوكالة الوطنية للأدوية: حيوية لتنظيم قطاع الأدوية وتعزيز صناعته ولتفادي أي نقص في الأدوية.
الهيئة العليا للصحة ( HAS): أساسية لتفعيل الجهوية وضمان وصول جميع المواطنين إلى الخدمات الصحية بشكل عادل.
ومع ذلك، فإن الواقع مؤسف: هذه الوكالات، التي يُفترض أنها بدأت العمل، لا تزال غارقة في حالة من الجمود الاداري الاستراتيجي المقلق.
 
غضب في صفوف المهنيين 
يعبر العاملون في القطاع الصحي، من أطباء وصيادلة وممرضين، عن شعورهم بالإهمال وسط ما يرونه "شللًا غير مقبول".
 
الإجماع بينهم واضح: الوزارة الحالية، التي يقودها شخص ليس من خلفية صحية د، تبدو غير قادرة على دفع عجلة التغيير اللازمة.
 
أسئلة بلا إجابات 
السيد الوزير، أين وصلت هذه الوكالات التي أُنشئت بأمر من جلالة الملك؟
ما هي خططكم لإنهاء هذا الجمود الذي يهدد صحة المغاربة؟
كيف تبررون هذا التباطؤ في قطاع تُعتبر فيه كل دقيقة مسألة حياة أو موت؟
"متلازمة ميراوي" هي تجسيد للركود في سياق يتطلب الحركة والعمل المستمر.
لقد أصبحت هذ المتاازمة واردة ضمن المفردات الطبية المتداولة.
هناك حاجة ملحة للاسراع بوثيرة العمل، لأن المغرب لا يستطيع تحمل نظام صحي متعثر.
الصحة لا تنتظر.
وكذلك المواطنون.