انطلقت شرارة الجدل التحكيمي في البطولة الاحترافية منذ ضربة البداية، ومع مرور كل دورة تطفو المشاكل التحكيمية على سطح الأحداث فتنسينا في المنتوج الكروي وتدق طبول المعارك بين الفرق المتضررة ومديرية التحكيم.
وتجدد هذا الجدل التحكيمي في أعقاب مباراة الديربي التي جمعت الوداد والرجاء الرياضيين، بملعب العربي الزاولي برسم الجولة الـ11 من الدوري الاحترافي لكرة القدم يوم الجمعة 22نونبر 2024.
لكن المستجد هذا الموسم هو انطلاق جدل التحكيم منذ الجولات الأولى، عكس الموسم الرياضي الماضي، وأسالت العديد من الحالات التحكيمية مدادا غزيرا وتعددت البلاغات الغاضبة والملام الأول واحد، "قضاة الملاعب" الذين خلقوا الجدل بسبب مجموعة من القرارات، وتعالت أصوات تنادي بالقطع مع هذا الجدل الأسبوعي.
ديربي"البيضاء" يعيد جدل التحكيم إلى البطولة
لا تمر مباراة من مباريات الدوري الاحترافي المغربي دون أن يكون التحكيم أمرا مقلقا. لم تخرج المواجهة الرجاوية الودادية عن المألوف، فأعادت جدل التحكيم إلى الواجهة من جديد، إذ وجه نادي الرجاء الرياضي رسالة احتجاجية إلى رئيس اللجنة المركزية للتحكيم ومدير المديرية الوطنية للحكام، يعبر فيها عن استيائه من الأداء التحكيمي للحكم كريم صبري وطاقمه المساعد خلال مباراة الديربي ضد نادي الوداد الرياضي، برسم الجولة 11 من الدوري المغربي الاحترافي، وانتهت بالتعادل بهدف لمثله.
وطالب نادي الرجاء الرياضي بتوقيف الحكم كريم صبري بشكل نهائي وتجريده من الشارة الدولية، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع مثل هذه الأخطاء التحكيمية التي وصفها بـ «المسيئة لصورة التحكيم الوطني»، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات فورية للحفاظ على مبدأ تكافئ الفرص وضمان حماية اللاعبين مستقبلاً.
التحكيم .. الخصم الأول للوداد الرياضي الذي تمخض عنه "هاشتاغ"
من جهته انتفض فريق الوداد بدوره ضد القرارات التحكيمية من خلال إصداره بلاغا رسميا، عبر فيه عن احتجاجه الشديد على ما وصفه بالأخطاء التحكيمية التي شهدتها مباريات الفريق خلال منافسات البطولة الاحترافية.
وجاء في البلاغ أن هذه الأخطاء لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل أثرت بشكل مباشر وسلبي على مسار الفريق ونتائجه، مما دفع المكتب المديري للنادي إلى تقييم الوضع واتخاذ موقف رسمي، «إدارة الوداد انتظرت طويلا ردا من مديرية التحكيم على هذه الأخطاء المتكررة، إلا أن الردود كانت مخيبة للآمال. إن اللجنة المكلفة بالتحكيم أظهرت ميلاً للدفاع المستميت عن التحكيم، رغم الاختلالات الصارخة التي غيرت مجرى المباريات منذ بداية الموسم».
قدمت مديرية التحكيم تبريراتها وقراءاتها لبعض الحالات التحكيمية، لكن أجوبتها لم تقنع الوداديين الذين فتحوا النار على العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافي،ة وأجمعوا بأنها تتحمل مسؤولية كبرى في حماية الأندية المتضررة، فكان هاشتاغ «بلقشور فاسد» من مضاعفات الشعور بالظلم التحكيمي، معتبرين أن استمرار هذه الأخطاء يشكل تهديدا مباشرا للنزاهة والحياد والاستقلالية والروح الرياضية. لاسيما وأن المغرب مقبل على استحقاقات قارية وعالمية.
ملعب الزاولي بؤرة احتجاج أسبوعي
وانطلقت شرارة الجدل خلال مباراة الرجاء الرياضي ضد نهضة بركان في الجولة الأولى من البطولة، بعدما اشتكى الفريق الأخضر من عدم حصوله على ضربة جزاء بعد إسقاط لاعبه نوفل الزرهوني إثر تدخل من لاعب نهضة بركان عبد الحق عسال.
تواصل احتجاج الأندية الوطنية لكرة القدم، خلال الجولات الأولى من الدوري الاحترافي، ومن بين الأندية التي عبرت عن استيائها من القرارات التحكيمية وفي الـ 23 من أكتوبر 2024، أصدرت إدارة نادي الجيش الملكي لكرة القدم، بلاغا رسميا تحتج فيه عن المستوى التحكيمي الذي شهدته مباراة الفريق ضد الرجاء الرياضي البيضاوي، بملعب العربي الزاولي بالدارالبيضاء، ضمن الجولة السابعة من البطولة الاحترافية.
وقالت إدارة فريق الجيش الملكي، في بيان لها: "نعبر عن استغرابنا الكبير من القرارات التحكيمية المجانبة للصواب التي شهدتها المباراة، خاصة فيما يتعلق باحتساب ركلة جزاء خيالية في الثواني الأخيرة، والتي كانت ستؤثر مباشرة على نتيجة اللقاء". وأضافت أن هذه الحادثة تأتي استمرارا لـ «المعاناة التي عاشها الفريق طوال الموسم الماضي، وأيضا منذ بداية الموسم الجديد».
ودعت إدارة فريق الجيش الملكي الجهات المعنية في كرة القدم الوطنية، إلى «فتح تحقيق عاجل في ملابسات التحكيم خلال هذه المباراة، للتأكد من صحة القرارات التي اتخذت»، ومعالجة أي تجاوزات قد تكون وقعت في المباراة حيث قالت «نطالب بتحقيق شفاف لضمان نزاهة المنافسة وإحقاق الحق».
وامتدت دائرة الاحتجاج لتشمل فريق أولمبيك أسفي، إذ وجه المكتب المديري للنادي، شكاية إلى رئيس اللجنة المركزية للتحكيم ومدير مديرية التحكيم بالعصبة الوطنية الاحترافية لكرة، احتجاجا على حكام غرفة «الفار» في مباراة الفريق الأخيرة أمام شباب السوالم، ضمن منافسات الجولة التاسعة من البطولة الاحترافية، ويضغط جمهور اتحاد طنجة على مسؤولي فريقه من أجل صياغة بيان احتجاجي ضد تحكميم مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين اتحاد طنجة والمغرب التطواني ولأن الاحتجاج هو القاعدة وتقبل النتيجة المسجلة في الملعب هو الاستثناء، فإن موجة الغضب امتدت للدوري الاحترافي في قسمه الثاني.
وحاولت العصبة الوطنية لكرة القدم ومعها مديرية التحكيم تشخيص الحالات التحكيمية والبت فيها، من خلال لقاء أسبوعي يسلط الضوء على جميع الحالات المثيرة للجدل.