التخدير والإنعاش في إفريقيا عام 2024: شبكة علمية في توسع مستمر
شهد شهر مايو 2022 ميلاد شبكة إفريقية لأطباء التخدير والإنعاش، تجمع خبراء من عدة دول إفريقية، من بينها المغرب، تونس، الغابون، مصر، السنغال، النيجر، وموريتانيا... شبكة طموحة تهدف إلى تعزيز القدرات الطبية في مجالي التخدير والإنعاش، استجابةً للاحتياجات الخاصة بالقارة الإفريقية، مع التركيز على التعاون العلمي والتكوين المستمر.
"هذه الشبكة التي نشأت من رغبة مشتركة في تعزيز القدرات الطبية في مجالات التخدير والإنعاش، تسعى جاهدةً لتلبية الاحتياجات الخاصة بالقارة وتعزيز التعاون العلمي والتدريب المستمر"، يوضح الدكتور جمال الدين كوهن، رئيس الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش ومعالجة الألم (SMAAR) ومنسق اللقاء الإفريقي للتخدير والإنعاش لعام 2024 بمدينة الداخلة، جنوب المغرب.
تحديات التخدير والإنعاش في إفريقيا
يواجه التخدير والإنعاش في إفريقيا العديد من التحديات. فالنقص في المعدات الطبية الملائمة، وعدم كفاية التكوين المتخصص للكوادر الطبية، وصعوبة الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة تمثل عوائق كبرى أمام تقديم الرعاية المثلى للمرضى.
هذه التحديات تتفاقم مع ارتفاع معدلات الأمراض الناجمة عن العدوى والإصابات والأمراض المزمنة، إلى جانب الزيادة في عدد التدخلات الجراحية المعقدة، التي غالباً ما تُجرى في ظروف متواضعة. كما أن نقص أطباء التخدير المؤهلين وندرة مراكز الإنعاش المجهزة تجهيزاً كافياً، خاصة في المناطق الريفية والمناطق النائية، تزيد من تفاقم المشكلة.
علاوة على ذلك، تظل دمج الممارسات الحديثة في الإنعاش، مثل التهوية الميكانيكية المتقدمة وإدارة العناية المركزة، تحديًا كبيرًا في العديد من الدول الإفريقية.
برنامج علمي طموح
وضعت الشبكة الإفريقية لأطباء التخدير والإنعاش برنامجًا علميًا طموحًا يقوم على عدة محاور استراتيجية، ومنها:
1. التدريب وتعزيز القدرات: تنظيم دورات تدريبية مستمرة، تشمل ورشات عمل عملية ومحاكاة، بهدف تحسين مهارات الممارسين في مجال التخدير والإنعاش في إفريقيا. ويشارك في تقديم هذه التدريبات خبراء أفارقة ودوليون لتبادل الخبرات.
2. توحيد بروتوكولات العلاج: تسعى الشبكة إلى توحيد الممارسات في مجال التخدير والإنعاش في القارة الإفريقية من خلال وضع بروتوكولات موحدة تتماشى مع الواقع المحلي، وتحسين الممارسات السريرية باستمرار.
2. توحيد بروتوكولات العلاج: تسعى الشبكة إلى توحيد الممارسات في مجال التخدير والإنعاش في القارة الإفريقية من خلال وضع بروتوكولات موحدة تتماشى مع الواقع المحلي، وتحسين الممارسات السريرية باستمرار.
3. البحث والابتكار: تركز الشبكة على البحث العلمي التطبيقي في مجال التخدير والإنعاش في إفريقيا، وتشجيع الدراسات السريرية التي تعالج الاحتياجات الإفريقية، مثل إدارة الرعاية الحرجة في البيئات ذات الموارد المحدودة، والتعامل مع الأمراض المعدية الخطيرة والإصابات.
4. التعاون الدولي: من خلال تعزيز الشراكات مع المؤسسات الدولية، تهدف الشبكة إلى جذب الخبرات العالمية والحصول على تمويلات للمشاريع المبتكرة. كما تسعى إلى تنظيم برامج تبادل للأطباء الأفارقة مع مراكز الامتياز الدولية.
لقاء الداخلة من 5 إلى 8 يوليو 2024
عُقد آخر لقاء علمي للشبكة في مدينة الداخلة جنوب المغرب، اختيار رمزي يعكس الرغبة في تعزيز المناطق النائية وتعميق التعاون الإفريقي. جمع هذا اللقاء أطباء وخبراء من جميع أنحاء إفريقيا، في أجواء مفعمة بالتبادل العلمي والتأمل.
على مدار عدة أيام، تبادل المشاركون الأفكار حول أحدث الممارسات في مجال التخدير والإنعاش، ولا سيما استخدام التقنيات الجديدة التي تتلاءم مع التحديات الإفريقية.
كان لقاء الداخلة فرصة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز البنية التحتية الصحية في إفريقيا، والحاجة الملحة لسياسات صحية عامة تسهل الوصول العادل إلى خدمات التخدير والإنعاش، خاصةً للفئات الأكثر ضعفًا.
شبكة في نمو مستمر
بفضل ديناميكيتها، تبرز هذه الشبكة الإفريقية لأطباء التخدير والإنعاش كلاعب أساسي في المشهد الطبي الإفريقي. من خلال تجميع خبرات ومهارات ممارسي القارة، تطمح إلى تحسين جودة الرعاية الحرجة في إفريقيا بشكل كبير.
يبقى التحدي القادم هو توسيع نطاق تأثيرها وجذب المزيد من الشركاء والاستثمارات لضمان مستقبل يتيح لكل مريض، في أي بلد إفريقي، تلقي رعاية إنعاش عالية الجودة. هكذا، في عام 2024، ومع التحديات المتزايدة التي تواجه الصحة العامة، تشكل هذه الشبكة العلمية بصيص أمل لأفريقيا أكثر صمودًا واستعدادًا للتحديات الصحية المقبلة.