في كل الديمقراطيات عبر العالم، يحظى الرؤساء المرشحون في الانتخابات بدعم الحزب الذي ينتمي إليه المرشح، أو دعم العائلة السياسية المشكلة من مجموعة هيئات، سواء كان توجهها يمينيا أو يساريا أو وسطيا..
لكن في الجزائر، الأمر مختلف تماما، وإن كان لا قياس مع وجود الفارق، والفارق هو أن الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الشنقريحي المذهب والملة، لا لون سياسي له، ويقدم على أساس "المرشح الحر"، وفي ذلك رسالة لكل الجزائريين على أن الحياة الحزبية ليست مهمة، ما دام يحظى برعاية عسكرية من ولي أمره، السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، ومع ذلك فقد نظمت الأحزاب المساندة للمرشح العسكري الحر، خلال هذا الأسبوع، من الحملة الإنتخابية لرئاسيات الـ7 شتنبر 2024، عدة تجمعات شعبية عبر عدة ولايات دعوا من خلالها إلى تجديد الثقة في المرشح الحر تبون التي ستسمح له، حسب هذه الأحزاب، لتحقيق المزيد من المكتسبات المجسدة خلال العهدة الرئاسية الأولى، وفق تعبيرها.
هذا الدعم الحزبي للرئيس المرشح، رغم وجود مرشحين آخرين، ووجه بانتقاد وسخرية، باعتباره يشكل استثناء في العمليات الانتخابية كما هي متعارف عليه عالميا، والغريب أن هذه الأحزاب ليست من عائلة سياسية واحدة، بل هي من قبائل شتى..
كان منتظرا أن تحمل هذه الأحزاب السياسية الداعمة لترشح تبون لولاية ثانية، هموم وأحزان الشعب الجزائري، وفي مقدمتها أوضاع المعيشة في البلاد،وتوفير شروط التهدئة قبل خوض انتخابات 7 شتنبر 2024، والإفراج عن 230 معتقلاً بسبب مشاركاتهم في مظاهرات الحراك عام 2019، وفك القيود عن وسائل الإعلام.. لكن كل هذا غاب عن ذهن الداعمين لتبون، لتحضير الشعب الجزائري من الآن في الدخول لولاية ثانية من الرئيس الحالي..
ويرى الأكاديمي الجزائري حكيم بوغرارة في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن الانتخابات الحالية لا تتمتع بخصوصية مغايرة، إذ دأبت الأحزاب ذات الأغلبية البرلمانية على دعم "مرشح السلطة".
وتابع: "تحالفات الأحزاب في الجزائر لا تتم بناء على رؤى أو برامج أو استراتيجيات لقيادة الحكومة، لكن أحزاب الأغلبية دائما تتحالف في الانتخابات الرئاسية لدعم مرشح الإجماع الوطني".