لابد من الإشارة إلى أن العلاقة القانونية الرابطة بين مؤسسات التعليم الخاص من جهة أولى، والأمهات والآباء وأولياء الأمور من تلميذات و تلاميذ من جهة ثانية، هي عبارة عن عقد ملزم للجانبين contrat
synallagmatique بمعنى؛ أنه عقد يُنشِئ التزامات تبادلية أو متقابلة في ذمة كل واحد من الطرفين المتعاقدين، وبالتالي فكل متعاقد منهما يكون في نفس الوقت دائنا للآخر (créancier) ومدينا له ( Débiteur).
والالتزام الأساسي الواجب على مؤسسة التعليم الخاص هو تقديم خدمة التعليم للتلاميذ المسجلين بالمؤسسة، وفي مقابل ذلك يؤدي آباء وأولياء التلاميذ واجبا شهريا عبارة عن مبلغ مالي متفق عليه، بمعنى أن مؤسسة التعليم الخاص مدينة بتقديم خِدمة التعليم ودائنة بالحصول على واجبات التمدرس، في حين أن آباء التلاميذ مدينين بأداء واجبات التمدرس ودائنين بحصول أبناءهم على خِدمة التعليم.
ما يتعلق بنطاق هذه الخِدمة (أي خدمة التعليم) من المُسَلَم أن الخِدمة المتفق عليها مع المؤسسات التربوية للتعليم الخصوصي لا تتعلق فقط بتلقين الدروس النظرية في مختلف المواد التعليمية، وهو ما يمكن استخلاصه من القانون 06.00 بمثابة النظام الأساسي للتعليم المدرسي الخصوصي سيما المادة 4 منه والتي تنص على ما يلي: “تلتزم مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي كحد أدنى بمعايير التجهيز والتأطير والبرامج والمناهج المقررة في التعليم العمومي”، و كذلك الفقرة 2 من المادة 8 من نفس القانون التي جاء فيها : ” .. يجب على هذه المؤسسات تهييئ تلاميذها وترشيحهم لاجتياز نفس الامتحانات المنظمة لفائدة تلاميذ التعليم العمومي عد نهاية كل سلك تعليمي”.
من تم، يتبين أن تلقين الدروس النظرية ما هو إلا التزام واحد من بين مجموعة من الالتزامات التي يفرضها القانون على مؤسسات التعليم الخاص والتي يتعين عليها كذلك ضمان الوفاء بالتزامات أخرى تدخل ضمن الخِدمة المُتعاقد بشأنها مع آباء وأولياء التلاميذ والمُعبر عنها من طرف المشرع “بالتأطير”، من قبيل الالتزامات التربوية التالية :
ـ مراقبة التلاميذ لمدة تصل إلى 8 أو 9 ساعات من الاثنين إلى الجمعة على الأقل، سيما بالنسبة لتلاميذ الابتدائي والحضانات.
- تمارين العلوم التجريبية التي تتطلب حدا أدنى من التجهيزات والمواد ( مواد الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية مثلا).
ـ التمارين الرياضية واستغلال البنية التحتية والتجهيزات الرياضية لمؤسسات التعليم الخاص.
ـ الأنشطة البيداغوجية المختلفة كالرسم والمسرح إلى غير ذلك.
عبد الرزاق بوقنطار، الكاتب العام للجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالمغرب