فجر تصريح عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخصوص عملهم في الإحصاء خلال شهر شتنبر 2024 ووصفهم ب " العطاشة " غضبا واسعا في صفوف نساء ورجال التعليم الذين اعتبروا تصريح غالي يحمل إساءة واضحة لنساء ورجال التعليم، في حين اعتبره آخرون صائبا خصوصا وأن انشغال نساء ورجال التعليم في الإحصاء يعني تخلفهم عن مهامهم داخل المؤسسات التعليمية وهو ما يحمله الأمر من هدر للزمن المدرسي.
في هذا الإطار قال محمد زكري، أستاذ بالثانوية الإعدادية حمان الفطواكي بمريرت إن ما صرح به غالي بشأن رفض عمل الأساتذة في الإحصاء خلال شهر شتنبر 2024 له ما يسنده من ناحية أن هذا الشهر يتزامن مع فترة تقييم مكتسبات التلاميذ وتهييئهم نفسيا للموسم الدراسي، من أجل الشروع في الموسم الدراسي خلال شهر أكتوبر، مشيرا بأن مشاركة عدد هام من الأساتذة في الإحصاء يعني هدر شهر بكامله من الزمن المدرسي، مشيرا بأنه كان من الممكن تجنب ذلك لو نظم الإحصاء خلال شهر غشت بالتزامن مع العطلة المدرسية كي لا يؤثر على الموسم الدراسي، فلا يعقل – يضيف زكري - أن الأساتذة يتقاضون أجرهم دون أن يقوموا بعملهم التعليمي مقابل لجوئهم الى عمل آخر مؤدى عنه، مضيفا بأن موقف غالي يبدو منطقيا لكن الطريقة التي عبر بها عن موقفه لم تكن موفقة .
وأوضح زكري أن ما يعاب على غالي هو كونه ركز على رجال التعليم بينما هناك موظفون من مصالح أخرى سيعملون في الإحصاء، مما جعل بعض الأساتذة يشعرون بأنهم مستهدفون من قبل غالي، مبديا استيائه من ردود الفعل المسيئة لكل من غالي والأساتذة عبر الشبكات الاجتماعية على وجه الخصوص.
من جهته أشار أكرم الحامدي، أستاذ التعليم الثانوي الإعدادي بمكناس أن رجال التعليم كانوا مستهدفين تاريخيا حيث تذكر زلاتهم ومساوئهم بالرغم من كونها استثناء ولا تذكر المزايا والأعمال الاجتماعية وخصوصا في المناطق الجبلية.
وأشار أن نساء ورجال التعليم في المغرب كانوا دائما يقومون بالإحصاء منذ بدايته في المغرب، مضيفا بأن اختيارهم لهذه المهمة من طرف الدولة لم يكن اعتباطيا بل نظرا لتوفرهم على شروط الكفاءة والمسؤولية.
وعبر الحامدي عن استيائه لوصف نساء ورجال التعليم ب " العطاشة " من طرف غالي، علما أن الأمر يتعلق بتقديم خدمة وطنية، وتساءل الحامدي عن سر تجنب غالي الخوض في موضوع المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصيادلة في المغرب وغلاء أثمنة الأدوية في المغرب مقارنة مع الخارج، منتقدا مقترح غالي بتشغيل المعطلين في الإحصاء علما أن هؤلاء بحاجة الى حل دائم وليس حل مؤقت، وبالتالي كان من الصواب الدفاع عن حقهم في تشغيل قار ودائم بدل عمل مؤقت.
وعن تأثير مشاركة الأساتذة في الإحصاء على الزمن المدرسي أشار الحامدي أن مشاركتهم لن يتحمل أي هدر علما أن الأمر يتعلق بأيام معدودة، مشيرا بأن الموسم السابق شهد حراكا للأساتذة دام لثلاثة أشهر ومع ذلك تم تدارك ما فات بفضل جهود نساء ورجال التعليم فما بالك بأيام معدودة للإحصاء .