الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: " فات الميعاد فالأولمبياد "

ادريس المغلشي: " فات الميعاد فالأولمبياد " ادريس المغلشي
الأولمبياد بمختلف أشكاله وتحدياته يبقى حدث عالمي يحظى بمشاهدة واسعة رغم ان هناك أحداث أخرى  تمر في صمت دون ضجيج مهما علت أهميتها فلاتحظى بنصيب من الرعاية ولعل تزامن حدث أولامبياد الرياضيات بالرياضة استطاع أن يكشف لنا ازدواجية غريبة لدى بعض المسؤولين وغير مقبولة  في التعامل، تنحو بتوجهاتها نحو اولويات اخرى سهلة رغم كلفتها وقد نفشل فيها دون محاسبة . لكن الحدث المقام في فرنسا يتمتع بشهرة عالمية يستعصي معها أن تزاحمه مناسبة اخرى مهما علا شأنها. لسوء الصدف او لعل من غريبها ان يتزامن الحدثان ليخلفا صدمة استهدفت قطاعا حيويا له تقدير خاص . وظهر بالملموس ان وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة لاتحمل من معاني عنوانها سوى الإسم وكلما نهضت من كارثة لتسقط في أخرى سوء قدرها وحظها العاثر للأسف هناك من ذهب بعيدا ليقول أن النحس يطارد حكومة بأكملها وليس وزارة بمفردها .
 
لانشك اللحظة ان الرياضة أصبحت تحظى باهتمام بالغ وحضور متميز ووجب اعتماد  مقاربة تقييم الحصيلة بشكل مسؤول يوازي الميزانيات الضخمة المرصودة .وعدم استغلال عشق المغاربة لمنتخباتهم من أجل تغطية اختلالات وسوء تدبير وفوضى لم نتخلص منها بعد . ومن مظاهرها التي تبرز بشكل طفيلي عند كل محطة وتثير لدينا أسئلة من قبيل كيف نشارك بستين رياضيا يرافقهم جيش من المقربين ؟ ماهي القيمة المضافة التي سنشاهدها بهذا الكم المبالغ فيه والذي يثار حول علاقته بالمسؤولين كثير من علامات الاستفهام  والأيام اثبثت اننا لم نتخلص منها بعد ؟
 
 من ضمن المستملحات التي رافقت هذا الحدث العجيب والغريب ماتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي .بعدما  شاهدنا كيف تم انزال الجمهور المغربي للتصدي لانحياز الحكم السويدي في اضافة زمن مبالغ فيه واحتساب هدف فيه تسلل أظهر الفاران مسجله في حالة شرود فتم تغيير النتيجة لصالح المنتخب المغربي .لاحظنا كيف انتفض الكل ضدا15دقيقة اضافية في مباراة بينما أخنوش زاد في كل شيء دون رد فعل في ظل وجود  معاناة وصمت مريب أن لم نقل لامبالاة . وضعية مثيرة تحتاج لكثيرمن  أدوات التحليل للوقوف على حقيقة هذا السكون وضد الزحف الخطير على القدرة الشرائية .لكن لانشهد انتفاضة مماثلة ضد قرارات الحكومة اللاشعبية من اجل ردعها لترجع لجادة الصواب .
 
إن الرياضة لايمكن ان تنتقل من الترفيه والبعد  الديبلوماسي  لكي تصبح تخذيرا ينسينا مآسينا وازماتنا الداخلية . فتختل المعادلات ولم نعدعلى قدر الاهتمام بالرياضة نحتاج للالتفات ومتابعة بعض الملفات المصيرية كمدونة الاسرة وملف المسطرة المدنية  و ملف المصفاة لاسمير وضرورة ارجاعها لحظيرة الوطن من أجل تأمين وطني للطاقة التي اغتنى البعض من ازمتها على حساب معاناة المواطنين وغيرها من القضايا المهمة.

لكن دعونا من امر رفض سياسة احنوش ونتكلم عن الاعلام وهو يواكب الوفد المغربي المشارك في الاولمبياد منذ قيامه  بمعسكراته الى حين وصوله الى فرنسا مع الجدل الذي صاحب هذه الرحلة مرورا بالتدقيق في سيناريو اخراج البذلة  وكيف ناقشنا غياب لمسة الابداع بمرجعية تحتفي برمزية الوطن من قبيل السلهام والطربوش.لكن لم نلاحظ اي تغطية لتلاميذ الثانوي الذين نبغوا في التخصص واقاموا معسكرا في ابن جرير  ويحذوهم أمل و طموح لتحقيق انجاز غيرمسبوق. لكن لم نسمع سوى خبر صادم ومثير ،اللجنة المكلفة لم تقم بالاجراءات اللازمة لتوفير تأشيرة رحلة لنوابغ الوطن . دون ان نسمع عن امكانية معالجة الملف من أجل الحضور وعدم تفويت الفرصة ولامحاسبة المسؤولين .اننا في في زمن  التفاهة وانعدام المسؤولية والمحاسبة .لاحظنا كيف تسعى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتحطيم ارقام قياسية ليس عبر رياضييها بل في العبث والفوضى ونفسية محبطة لشعلة الوطن .
لك الله ياوطني ..!