التداول على مناصب المسؤولية هو من طبيعة وجوهر العمل المؤسساتي المنظم المنخرط في الديمومة وبناء المستقبل، سواء كانت المؤسسة مرفقا عموميا أو منشأة خاصة فالأمر يقتضيه كل تدبير سليم يتوخى الفعالية في الأداء و الجودة في الخدمات والنتائج.
والتغيير في مناصب المسؤولية قد يقتضيه السن بالإحالة على التقاعد الإداري. وهذه سنة الحياة،أو نهاية الفترة التي يحددها القانون، أوتغيير الأولويات بالقطاع أو المؤسسة ، وأن المرحلة تقتضي بروفايل من نوع آخر …الخ .
لكن في بلادنا التي ينتقد فيها العامة والخاصة من القوم بحدة العشق المرضي والارتباط الأزلي للمسؤولين بالكراسي، هم نفس القوم كلما حدث تغيير في منصب معين وهو أمر جد عادي في حياة المسؤول، كلما تحركت آلة القيل و القال في الصالونات و المقاهي و ردهان الإدارة و الجلسات الخاصة والآن عبر شبكات التواصل الاجتماعيـ حيث تنسج الحكايات حول إبعاد عَمْر و تأديب زيد والغضب على فلان،ب عدما يكون المسؤول قد قضى عدة سنوات بمنصبه.
أليس من الطبيعي جدا أن يترك المسؤولية لطاقة جديدة وكفاءة أخرى قد تكون أكثر انسجاما مع الرؤية الجديدة ولما لا ضخ حماس جديد في القطاع؟
فما بالك وأن التعيينات التي تم اعتمادها في المجلس الوزاري كلها تهم قطاعات استراتيجية لها سقف مشترك هو رؤية 2030 وهي سنة دالة .
أولا على المستوى الدولي. فهي سنة تقديم الحساب وحصيلة عمل الدول في تنفيذها للأهداف السبع عشر لبرنامج التنمية المستدامة ODD الذي اعتمده برنامج الأمم المتحدة للتنمية PNUD والذي انخرط فيه المغرب بقوة.
وثانيا على المستوى الوطني ف 2030 هي أفق ونهاية دورة تنموية وبداية أخرى جديدة .لكنها كذلك هي سنة التحدي الكبير لاحتضان بلادنا للمونديال ليس باعتباره لحظة وإنما فرصة لانطلاقة جديدة. فالتعيينات همت قطاع الطاقة والجميع يعلم أن المغرب يستهدف رفع حصة الطاقة المتجددة بإنتاجه واستهلاكه لأكثر من 52% من احتياجاته في أفق 2030 وفي مجال الطرق السيارة فقد تم تحديد سقف 2030 لبلوغ تشييد بلادنا 3000 كلم.
أما بالنسبة للمطارات فالمعلوم أن المغرب يتوفر على 25 مطارا منهم 19 مطار دولي لاستقبال 25 مليون مسافر في حين أن حمولتها قد تصل إلى 40 مليون مسافر. إلا أن المكتب الوطني للمطارات أعتقد انه كان في أمس الحاجة إلى دم جديد.فعلى سبيل المثال لم يعد مقبولا ما تعرفه مطاراتنا من ارتباك وتأخر في الإجراءات الشيء الذي يخلق استياءً واسعا لدى المغاربة قبل الأجانب . ففي رحلة في بداية الشهر قادمة من وجهة بعيدة تطلبت 08 ساعات في الجو وعند النزول كان المهرجان بمطار محمد الخامس، وبدأت أجواء التوتر تسيطر على الفضاء ،حتى أن كل واحد من المسافرين اصبح يبحث عن حل شخصي لحالته، ولكم أن تتصوروا ما هو الباب الذي يفتحه هذا الوضع ، باب ادهن السير يسير الذي كان قد أغلق نهائيا.
وتشاء الظروف أنه في نهاية نفس الشهر وفي رحلة قادمة من وجهة أخرى لا تقل مدتها عن ثماني ساعات وعند النزول نفس الوضع، الازدحام بل ما زاد الطينة بله هذه المرة عند تسلم البضائع وبعد انتظار شبه معقول وما أن شُرِع في تسلم البضائع حتى تعطل الجهاز ليبدأ البريكول والارتباك وغياب مطلق لأي تواصل .
وفي نقاش هامشي لأحد موظفي المطار، الذي لم يستسغ أمر وردود فعل المسافرين فهمس لزميل له " الله يهديهم هاد المغاربة . في الخارج كيوقع ليهم أكثر من هذا وما كيهضروش"، فهل يستقيم هذا الكلام في بلد رهانه الأساسي هو تشجيع السياحة والترويج لزيارة المغرب وتنويع منتجاته من سياحة جبلية وأخرى ثقافية وعلمية ورياضية وحتى الدينية أما السياحة الشاطئية وسياحة الطعام فلا يحتاجان إلى تسويق ؟ ان المدير العام الجديد يعلم قبل غيره أن المغرب يريد استقطاب 27 مليار درهم كاستثمارات في القطاع السياحي في أفق سنة 2026 و أن بلادنا تنشد 26 مليون سائح سنة 2030 .
وإذا كانت خدمات المطار جد أساسية لأنها تقدم الصورة الأولى للمسافرين مواطنين و سائحين، لمستوى الخدمات السياحية للبلاد مهما كانت شركة الطيران التي ستسافر في أسطولها فإن المشكلة تتضخم عندما يتعلق الأمر بالخطوط الجوية الملكية التي تحتاج إلى رجة لتواكب رؤية 2030 وفي تقديري كل مجهودات الدولة لدعم الشركة الوطنية فهو لا ينعكس مطلقا على مستوى خدماتها خاصة في التواصل مع زبنائها .فالمسافرون عبر الخطوط الجوية المغربية لا يشعرون أنهم دفعوا مقابل ما يقدم لهم من خدمات وأنهم لا يتسولون الإحسان من الشركة.
بل أن جفاء التعامل يعيد سياسة الموارد البشرية بأتمها بهذه الشركة الى نقطة الصفر ، أما التواصل و إشراك المسافرين في مسار الرحلة فتلك حكاية أخرى.
بإحدى الرحلات ما أن رحب قائد الطائرة بالركاب حتى غاب عن الإستماع لمدة 8 ساعات لم يقل شيء في الوقت الذي توقفت الشاشة الموضوعة رهن إشارة الركاب للترفيه ( أفلام راديو ،ألعاب )قد تعطلت للجميع بعد ساعة من الإقلاع. وهذا أمر ممكن أن يحصل في جميع شركات الطيران في العالم لكن الحد الأدنى يقتضي الحديث مع الناس ولم لا الاعتذار لهم.
مع تقديم المعطيات بين الفينة والأخرى ولم لا تنشيط الرحلةً بالموسيقى، وبذلك يشعر المسافر أن هناك عناية ومجهود ويصبح بذلك العطب لا قيمة نفسية له.
جزئ من هذا الكلام كتبته سابقا و قاله قبلي كثيرون.
وفي الأخير إذا كان الشاعر خداش بن حابس التميمي انشد قائلا " عدنا و العود أحمد "لخطيبته رباب التي رفضته عائلتها في الأولى و قبلته في الثانية. فإن السائح لن يقول نفس الشيء لا لمسؤولي المكتب الوطني للمطارات ولا الخطوط الجوية الملكية بل سيرحل إلى شركات أخرى ولم لا وجهات أخرى . وبذلك سيكون العود غير أحمد.
والتغيير في مناصب المسؤولية قد يقتضيه السن بالإحالة على التقاعد الإداري. وهذه سنة الحياة،أو نهاية الفترة التي يحددها القانون، أوتغيير الأولويات بالقطاع أو المؤسسة ، وأن المرحلة تقتضي بروفايل من نوع آخر …الخ .
لكن في بلادنا التي ينتقد فيها العامة والخاصة من القوم بحدة العشق المرضي والارتباط الأزلي للمسؤولين بالكراسي، هم نفس القوم كلما حدث تغيير في منصب معين وهو أمر جد عادي في حياة المسؤول، كلما تحركت آلة القيل و القال في الصالونات و المقاهي و ردهان الإدارة و الجلسات الخاصة والآن عبر شبكات التواصل الاجتماعيـ حيث تنسج الحكايات حول إبعاد عَمْر و تأديب زيد والغضب على فلان،ب عدما يكون المسؤول قد قضى عدة سنوات بمنصبه.
أليس من الطبيعي جدا أن يترك المسؤولية لطاقة جديدة وكفاءة أخرى قد تكون أكثر انسجاما مع الرؤية الجديدة ولما لا ضخ حماس جديد في القطاع؟
فما بالك وأن التعيينات التي تم اعتمادها في المجلس الوزاري كلها تهم قطاعات استراتيجية لها سقف مشترك هو رؤية 2030 وهي سنة دالة .
أولا على المستوى الدولي. فهي سنة تقديم الحساب وحصيلة عمل الدول في تنفيذها للأهداف السبع عشر لبرنامج التنمية المستدامة ODD الذي اعتمده برنامج الأمم المتحدة للتنمية PNUD والذي انخرط فيه المغرب بقوة.
وثانيا على المستوى الوطني ف 2030 هي أفق ونهاية دورة تنموية وبداية أخرى جديدة .لكنها كذلك هي سنة التحدي الكبير لاحتضان بلادنا للمونديال ليس باعتباره لحظة وإنما فرصة لانطلاقة جديدة. فالتعيينات همت قطاع الطاقة والجميع يعلم أن المغرب يستهدف رفع حصة الطاقة المتجددة بإنتاجه واستهلاكه لأكثر من 52% من احتياجاته في أفق 2030 وفي مجال الطرق السيارة فقد تم تحديد سقف 2030 لبلوغ تشييد بلادنا 3000 كلم.
أما بالنسبة للمطارات فالمعلوم أن المغرب يتوفر على 25 مطارا منهم 19 مطار دولي لاستقبال 25 مليون مسافر في حين أن حمولتها قد تصل إلى 40 مليون مسافر. إلا أن المكتب الوطني للمطارات أعتقد انه كان في أمس الحاجة إلى دم جديد.فعلى سبيل المثال لم يعد مقبولا ما تعرفه مطاراتنا من ارتباك وتأخر في الإجراءات الشيء الذي يخلق استياءً واسعا لدى المغاربة قبل الأجانب . ففي رحلة في بداية الشهر قادمة من وجهة بعيدة تطلبت 08 ساعات في الجو وعند النزول كان المهرجان بمطار محمد الخامس، وبدأت أجواء التوتر تسيطر على الفضاء ،حتى أن كل واحد من المسافرين اصبح يبحث عن حل شخصي لحالته، ولكم أن تتصوروا ما هو الباب الذي يفتحه هذا الوضع ، باب ادهن السير يسير الذي كان قد أغلق نهائيا.
وتشاء الظروف أنه في نهاية نفس الشهر وفي رحلة قادمة من وجهة أخرى لا تقل مدتها عن ثماني ساعات وعند النزول نفس الوضع، الازدحام بل ما زاد الطينة بله هذه المرة عند تسلم البضائع وبعد انتظار شبه معقول وما أن شُرِع في تسلم البضائع حتى تعطل الجهاز ليبدأ البريكول والارتباك وغياب مطلق لأي تواصل .
وفي نقاش هامشي لأحد موظفي المطار، الذي لم يستسغ أمر وردود فعل المسافرين فهمس لزميل له " الله يهديهم هاد المغاربة . في الخارج كيوقع ليهم أكثر من هذا وما كيهضروش"، فهل يستقيم هذا الكلام في بلد رهانه الأساسي هو تشجيع السياحة والترويج لزيارة المغرب وتنويع منتجاته من سياحة جبلية وأخرى ثقافية وعلمية ورياضية وحتى الدينية أما السياحة الشاطئية وسياحة الطعام فلا يحتاجان إلى تسويق ؟ ان المدير العام الجديد يعلم قبل غيره أن المغرب يريد استقطاب 27 مليار درهم كاستثمارات في القطاع السياحي في أفق سنة 2026 و أن بلادنا تنشد 26 مليون سائح سنة 2030 .
وإذا كانت خدمات المطار جد أساسية لأنها تقدم الصورة الأولى للمسافرين مواطنين و سائحين، لمستوى الخدمات السياحية للبلاد مهما كانت شركة الطيران التي ستسافر في أسطولها فإن المشكلة تتضخم عندما يتعلق الأمر بالخطوط الجوية الملكية التي تحتاج إلى رجة لتواكب رؤية 2030 وفي تقديري كل مجهودات الدولة لدعم الشركة الوطنية فهو لا ينعكس مطلقا على مستوى خدماتها خاصة في التواصل مع زبنائها .فالمسافرون عبر الخطوط الجوية المغربية لا يشعرون أنهم دفعوا مقابل ما يقدم لهم من خدمات وأنهم لا يتسولون الإحسان من الشركة.
بل أن جفاء التعامل يعيد سياسة الموارد البشرية بأتمها بهذه الشركة الى نقطة الصفر ، أما التواصل و إشراك المسافرين في مسار الرحلة فتلك حكاية أخرى.
بإحدى الرحلات ما أن رحب قائد الطائرة بالركاب حتى غاب عن الإستماع لمدة 8 ساعات لم يقل شيء في الوقت الذي توقفت الشاشة الموضوعة رهن إشارة الركاب للترفيه ( أفلام راديو ،ألعاب )قد تعطلت للجميع بعد ساعة من الإقلاع. وهذا أمر ممكن أن يحصل في جميع شركات الطيران في العالم لكن الحد الأدنى يقتضي الحديث مع الناس ولم لا الاعتذار لهم.
مع تقديم المعطيات بين الفينة والأخرى ولم لا تنشيط الرحلةً بالموسيقى، وبذلك يشعر المسافر أن هناك عناية ومجهود ويصبح بذلك العطب لا قيمة نفسية له.
جزئ من هذا الكلام كتبته سابقا و قاله قبلي كثيرون.
وفي الأخير إذا كان الشاعر خداش بن حابس التميمي انشد قائلا " عدنا و العود أحمد "لخطيبته رباب التي رفضته عائلتها في الأولى و قبلته في الثانية. فإن السائح لن يقول نفس الشيء لا لمسؤولي المكتب الوطني للمطارات ولا الخطوط الجوية الملكية بل سيرحل إلى شركات أخرى ولم لا وجهات أخرى . وبذلك سيكون العود غير أحمد.