الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: بنكيران ونظرية المرأة الخبز !!..

أحمد بومعيز: بنكيران ونظرية المرأة الخبز !!.. أحمد بومعيز
..ويُصِر بنكيران أن يزايد، ويزيد، ويتوغل، في تحقير من شاء، وكما شاء، وكلما شاء، بلا حسيب ولا رقيب، ويصر أن يفتي بالسياسوية في السياسة، وباللادين في الدين، وبالرجعية والظلام في المجتمع ومؤسساته ومكوناته ..
فهو الشيخ المفتي، كما شاء، وفوق الجميع، ورغم أنف الجميع، يبدع كما عهدناه أو أكثر، في هلوسات وخرجات باتت تشكل خطرا على الأمة والدولة والمؤسسات والمجتمع.
... وآخر ما خرج به الشيخ، رئيس الحكومة السابق، وقائد حزب قاد الحكومة لولايتين ، وهو يتدخل في شأن ورش إصلاح مدونة الأسرة ، أنْ جاء في تصريحه ما معناه ،أن زواج الفتاة القاصر واجب ، وأن الزواج فرصة فريدة وليست كشراء الهنريس، وأن الفتاة رغم أنها قاصر تكون كالخبز الساخن ،وأن ... شهي وليس كالخبز البارد الذي قد تصيره إن كبرت ، وأنه يحب الخبز الساخن رغم أن الأب كان يأمره بأكل الخبز البارد ..
هكذا يرى بنكيران المرأة، بكل بساطة ووضوح، يراها شيئا كالخبز القابل للاستهلاك والأكل، ومن المستحسن أن يكون ساخنا لا باردا.
وبنكيران، وبمنطق ومعنى التصريح والصريح، وبمبناه، يعنى أن الخبز الساخن اللديد هو الفتاة القاصر. وآكل الخبز اللديد هو الزوج الرجل الذي له الحق والسلطة في اختيار الخبزة/ الفتاة / الزوجة / اللذيذة / الساخنة / الطرية..
ولا فائدة من، المرأة / الزوجة / الخبزة/ الباردة/الراشدة .
فحسب منطلق ومنطق بنكيران، فالمرأة شيئ يؤكل ساخنا كالخبز، ولذلك يستحب أن تكون قاصرا.
هكذا فهمت، وهكذا علمنا شيخ العدالة والتغذية ..!!!
..فهي فعلا نظرية العدالة والتغذية في شأن أكل الفتاة القاصر في شهية كما يؤكل الخبز الساخن!!!.
لكن، ورغم أننا تعودنا على هلوسات وهديان الشيخ، فهل خرجات كهذه لا تشكل بالفعل، خطرا على المجتمع !؟ وخصوصا حين يحاول السياسوي المتقادم أن يستنفر، ويجيش، ويهيج، ويحرض أتباعه، وغيرهم من المحافظين، على إخضاع الإجماع المجتمعي، ومعارضة مشروع تعديل مدونة الأسرة!!؟ ومحاصرة المرأة ومشروع المدونة في خندق الظلام، وتكبيل المجتمع بسلاسل المرجعيات المحافظة والرجعية ؟!!
وهل بمثل هذه الوصفات الخبزية، سنصل يوما إلى توافق مجتمعي حول مدونة الأسرة، وفق ما يليق بالمرأة، في علاقة بالقيم الإنسانية والكونية !!؟؟
وهل يحاول بنكيران مرة أخرى إحراج المجتمع والدولة والمؤسسات، باللعب بالدين والمتاجرة بالقيم والمبادئ؟
وهل يستقيم أمرنا وأمر مؤسساتنا، وفينا شيخ كان رئيسا للحكومة، يفتي وفق ما اشتهته رجعيته خارج سياق التاريخ ؟؟
وهل فعلا، وداخل حزب القنديل، هل فعلا لا يوجد من يقول غير ما يقول بنكيران !؟
وهل كل من ينتمي لحزب العدالة والتنمية يرى كما يرى بنكيران ..! أن المرأة أو الفتاة القاصر هي مجرد خبز يستحب أن يؤكل ساخنا .!!؟؟