هناء ميكو الحياة تجربة والتجربة حياة وهي عبارة عن سفر طويل أو قصير عبر الزمان والمكان والاحساس في دروب الاكتشاف لصنع فكر جديد ومغاير بغية بناء الفرادة والتميز يتطلب ذلك جرأة وشجاعة وفلسفة منها المجرد والملموس يحمل في طياته شغفا للتعلم المستمر دون كلل أو ملل. نبقى دائما صغارا أمام التجربة لقدرتها على خلق الحكمة وإبراز الموهبة وإدارك كنه الأشياء بثقل معانيها وجمال الإحساس بها فهي تلعب دورا كبيرا في إعطاء دروس ذات مذاق مغاير غير ما يسمع تترك أثر الفهم والإقتناع لأنها تزيد البصير بصرا والعارف معرفة والرهيف حسا، فهي في العلم حسب قول سيد قطب وسيلة إلى غاية ما، في الأدب هي نفسها مادته الأصلية الخصبة للإكتشاف باعتبارها أم للإختراع نتأهب لخوضها في ظل المغامرة بدافع الحدس والرغبة في استنباط ماخفي في عوامل المجهول أو المعلوم بخصوصية متفردة يعطيها الإنسان من روحه ودمه ومشاعره الكثير خصوصا إذا تعامل معها بصدق وعمق. بالتالي فالمشاعر يمكن اعتبارها من أرقى وأصعب وأجمل التجارب التي تحفز وتعطي رغبة مهمة في الحياة كمحرك أساسي ومهم للخلق في ظل الإدراك والوعي كما تساعد على توجيه القرارات المتخدة اتجاه الذات والعالم الخارجي والآخرين ولكي تكون لها المصداقية اللازمة لا بد وأن يعبر عنها بكل اللغات الممكنة من إحساس بالحب، الصمت، المواقف، المفردات والأعمال الفنية والأصوات تتوطط علاقة عطاء متبادل منغم بين المشاعر واللغة بنوتات موسيقية تعزف سمفونية الوجد زاخرة بالعطاء المتنوع بين الواقع والخيال بين الحلم والعلم بين الصدف والمغامرة بين الحزم والسعادة تترنم الحروف فيها كمحفز على البذل والإبتكار على الإبداع والجمال كتجربة إنسانية سمحة استوحت من الطبيعة الكثير من التأملات والتحولات والمتناقضات تدل على جوهر وخفة الحياة التي لاتزال جديرة بالإهتمام بألمها وفرحها خصوصا إذا نقشها الأمل بحذافره وأبصرتها الابتسامة بالتغاضي عن التفاهات والإبتذال.
وسمت بها مقل الروح عن الضغينة والأحقاد وتغنت الحروف بجمال الحقائق ذات المعاني العظام وشجت المسافات بالصبر تارة وبالوصال تارة أخرى.
الحياة معجزة قيمتها في تجربتها المحظة المعاشة بأهداف إيجابية وقيم سمحة لتكون شفافة كالمرآة بحلوها ومرها بخيرها وشرها بخفتها وثقلها بشياطينها وملائكتها كالنبتة النافعة تحصد ثمارها بمرور الزمن.
