الجمعة 7 فبراير 2025
مجتمع

تطوان.. الشيخ يوسف احنانة في بيداغوجية الدرس العقدي!

تطوان.. الشيخ يوسف احنانة في بيداغوجية الدرس العقدي! من اليمين: جمال علال البختي،ويوسف احنانة
نظم مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية، التابع الرابطة المحمدية للعلماء، لقاء علميا، صبيحة الأربعاء 21 يونيو 2023 بمقر المركز، أطره الدكتور يوسف احنانة، شيخ العقيدة الأشعرية، والأستاذ السابق بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، عضو المجلس العلمي المحلي بتطوان وخطيب مسجد بدر. حيث كان موضوع اللقاء حول: "المقاربات البيداغوجية والٱليات الديداكتيكية الممكنة لتدريس النصوص الكلامية".

في البداية استهل اللقاء  رئيس المركز،  الدكتور جمال علال البختي، بكلمة قدم فيها المحاضر، وسياق المحاضرة ، والأهداف المتوخاة منها. ليعطي الكلمة للمحاضرالذي بعد معهود رد التحية، شرع في تعريف مفهوم العقيدة لغة واصطلاحاً، لينتهي إلى أن التعريف الأكثر تداولا، هو ذاك الذي يعتبر العقيدة منظومة من المعتقدات الدينية المستمدة من النصوص الشرعية حول الله وعلاقته بالعالم والانسان، وحول الحياة والأنبياء والملائكة، وعالم الغيب عموما. 

وحيث إن هذا التعريف للعقيدة كما تقدمه المصادر والكتب، التي لها صلة بالموضوع يطرح إشكالا تربويا يتمثل في كون مضامين العقيدة تتميز بالتجريد، مما يطرح صعوبة القابلية للتعلم بالنسبة للأطفال الصغار الذين يملكون ذكاء مشخصا ولا يتعاملون إلا مع المشخص والمحسوس. مما يتطلب بيداغوجيا، إضفاء طابع الإجرائية عليها وتحويلها إلى  مضامين قابلة للملاحظة والقياس من قبيل: إن المؤمن -بالمضمون الأشعري-لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب. وإنه لا يقطع لأحد بجنة ولا نار،  إلا من قطع له الله ورسوله. وأن يصلى على جنازة كل صغير أو كبير فاسق أو مستقيم من أهل القبلة..

ثم انتقل المحاضر إلى تقريب المفاهيم التالية وتحليلها، مثل التربية والبيداغوجيا والديداكتيك ،حتى يسهل الحديث على المقاربات البيداغوجية الممكنة في تدريس النصوص الكلامية، وتوظيف واستثمار الٱليات الديداكتيكية. حيث تم الوقوف على المقاربة بالأهداف وتفعيلها في الدرس العقدي، عبر التخطيط المحكم للأهداف، وأشكال التدبير المساعدة على تحقيق هذه الأهداف، واستثمار التقويم لمعرفة مدى تحققها في مكتسبات المتعلمين . ثم تم بسط الكلام عن المقاربة بالكفايات وخصائصها وتفعيل بيداغوجيا الإدماج، والوضعية المركبة، وكيفية تقويم نماء الكفاية لدى المتعلمين.

ثم بعد ذلك، أشار المحاضر إلى تنويع البيداغوجيات في الدرس العقدي، مثل بيداغوجيا الخطإ، والبيداغوجيا الفارقية والتربية المعرفية والتدبير الذهني ... كل ذلك عن طريق تمثيل ذلك بأمثلة من واقع الدرس العقدي.
وفي الختام فتح باب المناقشة التي تميزت بجدتها وجودتها، وبقيمة التدخلات التي أكدت الحاجة الوظيفية  لمطارحة بيداغوجية الدرس العقدي، في مسمى التمكين التربوي للثوابت المذهبية للبلاد.

وبهذه المحاضرة، يكون مركز أبي الحسن الأشعري، في موقع التمديد الوظيفي النوعي، لدائرة انشغالاته، استجابة لحاجيات المجتمع والدولة، تترجمها طبيعة محاضراته وندواته ومؤتمراته وإصداراته!.