الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: اتركوا وليد يشتغل في هدوء ...!

يونس التايب: اتركوا وليد يشتغل في هدوء ...! يونس التايب
من دون شك، وليد الركراكي ليس منزها عن الخطأ سواء في اختياراته التقنية و المهنية أو الإنسانية في الحياة العامة. وبالتأكيد، من حق أي كان انتقاده، و انتقاد غيره، بشرط أن يتم ذلك باحترام آداب التواصل، و عدم استعمال تعاليق أو ألفاظ مسيئة و مسفهة لمجهودات المدرب المنتخب المغربي و للاعبين. 
لحدود الساعة، لم يصدر عن المدرب وليد الركراكي ما يستحق أن نؤاخذه عليه. ومنذ تعيينه مدربا وطنيا، سلوكات الرجل تؤكد أنه يتصرف كقائد فريق و أخ أكبر لجميع اللاعبين. أما تواصله مع الجمهور فهو لا زال كما كان، مع تغيير في السياق، لم يزغ عن الخط الإيجابي و عن التلقائية المعروفة.  
من ناحية المردودية التقنية، الكل يشهد على أن مستوى المنتخب أصبح أفضل مما كان عليه الحال قبل ستة أشهر، على المستوى الفني و على صعيد الجو العام و العلاقة بين اللاعبين. و بالنظر إلى الحيز الزمني القصير الذي مر على تعيين المدرب و غياب الوقت الكافي لتسجيل بصمة تقنية خاصة، لا يمكن أن نقيم عمل الركراكي في كل الجوانب التقنية و إلا سنكون بصدد ممارسة التعسف ... 
للتذكير، ما هو متفق عليه هو خطة عمل تشمل حضورا مشرفا في مونديال قطر ... و الاستعداد للفوز بكأس إفريقيا للأمم.
للأسف، منذ ثلاثة أيام، لاحظت عددا من التدوينات التي تحمل قسوة في المواقف، صدرت بعد مباراة كرواتيا و ما تلاها من ندوة صحفية استفزت بعض الصحفيين ... 
شخصيا، تابعت الندوة الصحفية و لم ألمس في كلام وليد الركراكي أية نزعة استعلائية أو سلبية تجاه الصحافة أو الجمهور ... سؤاله للصحافي "واش أنت مغربي؟"،  كان سؤالا عاديا جدا يمكن أن يطرحه أي مدرب لا يعرف هوية شخص يطرح سؤالا في ندوة صحفية ... و قد فعلها قبله عدد كبير من المدربين الكبار، و لم يعاتب عليهم أحد ... 
و حتى لو افترضنا أن وليد الركراكي يعرف هوية الصحافي صاحب السؤال، و رغم ذلك سأله عن انتمائه، يجوز اعتبار ذلك مناورة تواصلية ذكية الغرض منها الخروج من فخ نقاش سيظل فيه رأي الصحفي، ذاتيا و خاصا به، قيمته رهينة بقدراته التقنية في مجال كرة القدم و زاوية معالجته للموضوع، والتموقع على أرضية الانتماء والثقة في الفريق و اللاعبين، و هي عوامل موضوعية يتفق عليها كل من هو مغربي الهوية ... 
وليد قال كلاما عاديا لا يبرر كل هذه الحساسية التي يريد البعض التعاطي بها مع المدرب. نحن نعرف أن للرجل طريقته في الكلام بتلقائية و لكنة خاصة، ليس فيها روح عدوانية ... فمن يريد تغيير صورة المدرب و اتهامه بالاستعلاء و توزيع "شهادة الوطنية"، و ... و ... لإظهاره بشكل سيء عند الجمهور ...؟؟
هل يدخل هذا الموقف السلبي المستجد من المدرب الوطني، في سياق "تسخينات" لحملة قادمة، سيطلقها أصحابها مباشرة بعد المونديال إذا لم يحقق المنتخب نتائج جيدة، يكون الهدف منها هدم مقصود لفكرة اختيار مدرب وطني!!؟ 
هل هنالك من يسعون لإعداد أجواء نفسية لعودة النقاش "القديم/الجديد"، حول مسألة "المدرب الكبير"، الذي يكون دائما وبالضرورة أجنبيا، في مقابل "المدرب العادل" الذي يكون دائما و بالضرورة "ولد البلاد"، كيفما كان اسمه و هويته ؟؟؟
هذه الأيام، نحن في حاجة لوحدة الصف وراء الفريق الذي يمثل بلادنا، الذي يحتاج دعمنا بشكل قوي و تشجيع حماسي وعقلاني. و أول المطلوب هو التزام تواصل يحترم الفريق و المدرب الوطني و عناصر المنتخب، و #سالات_الهضرة 
#كل_التشجيع_للمنتخب_المغربي 
#المغرب_فخر_الانتماء 
#المغرب_كبير_على_العابثين