الثلاثاء 16 إبريل 2024
فن وثقافة

الزميل سمير شوقي يرصد أسس قوة الديبلوماسية الملكية في أفريقيا

الزميل سمير شوقي يرصد أسس قوة الديبلوماسية الملكية في أفريقيا سمير شوقي وغلاف الكتاب
 عن منشورات "أوريون"، صدر للزميل سمير شوقي، كتاب بعنوان: "محمد السادس، الملك الأفريقي/ 20 سنة من الدبلوماسية المغربية بأفريقيا)؛ وهو كتاب مرجعي حول عشرين سنة من السياسة المغربية في أفريقيا بمختلف مناحيها، وذلك تحت قيادة الملك محمد السادس الذي جعل من القارة أولوية وطنية و جهوية و جيوستراتيجية.

يعود هذا الكتاب، بشكل مفصل، إلى تقدم الشراكات التي أبرمتها المغرب مع العديد من الدول الأفريقية. ففي العشرين سنة التي أعقبت تولي محمد السادس عرش أسلافه، استطاع العاهل المغربي أن يضع أسس ديبلوماسية موجهة أساسا لأفريقيا.  فقد قام محمد السادس بخمسين زيارة للعديد من دول القارة، بمختلف أصنافها (زيارة دولة، زيارة عمل، زيارة صداقة، زيارة خاصة) لثلاثين بلداً، مما مهد لعودة مظفرة للإتحاد الأفريقي  بعد أزيد من ثلاث عقود من الغياب و سياسة الكرسي الفارغ، و هكذا استرجع مكانته القيادية بالقارة.
 
و لبلوغ هذه المكانة بذل المغرب بقيادة الملك محمد السادس جهدا كبيرا في مختلف المجالات. فقد كانت السياسة الملكية بهذا الخصوص ذكية و براغماتية  للغاية بحيث استحضرت مصالح الدول والشعوب الإقتصادية وهي أولوية في قارة تضم 1,2 مليار إفريقي بتحديات لا حصر لها. وهكذا أطلق المغرب في العديد من الدول مشاريع مهيكلة ساهم فيها القطاع الخاص المغربي بشكل كبير عبر ما أطلق عليهم لقب "الأبطال الوطنيون" في مجالات البنوك و التأمينات والإتصالات والفلاحة والأسمدة والعقار والطيران والإستشارة... الخ.
 
و دائما في المجال الاقتصادي و المالي لابد من التذكير أن من أول مبادرات محمد السادس غداة بلوغه الحكم هو إلغاء ديون عدة دول فقيرة عاجزة عن السداد. كما يعتبر المغرب أول مستثمر إفريقي في إفريقيا الغربية و ثاني مستثمر إفريقي في القارة بعد جنوب أفريقيا، بحيث انتقلت استثماراته السنوية من 907 مليون درهم سنة 2007 الى 5,4 مليار درهم سنة 2019 و كان هذا الرقم مرشحاً  للارتفاع لولا جائحة كورونا.
 
و ضمن سياسة رابح-رابح التي اعتمدها المغرب، تبنى الأخير توجه شراكات الجنوب-جنوب و أطلق شراكات مهيكلة في قطاعات متعددة كالطاقة و العقار و خاصة لتثمين الفلاحة عبر إنشاء وحدات تصنيع الأسمدة بعدة دول إسهاما في الأمن الغذائي بالقارة.
 
كما استطاع المغرب أن ينجح في نشر قوة ناعمة فعالة عبر الحقل الديني عندما تبنى المغرب نشر الإسلام المعتدل عبر تكوين أأمة ومرشدات و احتضان الزوايا المرتبطة تاريخيا بالمملكة الشريفة. وحتى في ميدان التعليم بسط المغرب شراكته مع عدة دول إفريقية بالتكفل بمنح جامعية و احتضان الشباب الإفريقي للتكوين بالمغرب، وقد تكونت عدة شخصيات سياسية أفريقية بالمغرب وتحتفظ حتى اليوم بعلاقات مثالية مع المملكة.  وفي إطار نفس القوة الناعمة تبنى المغرب سياسة هجرة تعتبرها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي نموذجية. و من أجل ذلك منح هذا الأخير الرباط شرف احتضان المرصد الإفريقي للهجرة. ولأن المغرب كان دائماً داعماً للسلام في قارته فيعتبر أول بلد إفريقي من حيث عدد أفراده المشاركون ضمن قوات حفظ السلام الأممية والأفريقية على امتداد ستين سنة.
 
وكان طبيعياً بعد كل تلك الإنجازات الإقتصادية والإجتماعية أن يتوج المجهود بمكاسب سياسية ابتدأت بسحب العديد من الدول اعترافها بجمهورية الوهم و تقارب وجهات النظر مع دول أخرى تم العودة للمكان الطبيعي بالاتحاد الإفريقي ليساهم المغرب الى جانب أشقائه الأفارقة في رفع تحديات القارة التي سيبلغ عدد سكانها 2,5 مليار في أفق سنة 2050. 
 
والكتاب يرصد كواليس المجهودات المبذولة من أجل هذه العودة و كيف أحبطت الديبلوماسية المغربية وأصدقائها مناورات أعداء الوحدة الترابية خارج و داخل قاعة الاتحاد الأفريقي، حتى ولج الملك محمد السادس قاعة الاتحاد منتصراً بدعم أزيد من أربعين دولة إفريقية و يلقي خطابه الشهير، خطاب العودة.