الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

يونس بنان: "في انتظار جودو" حاملا تقارير مجلس المنافسة

يونس بنان: "في انتظار جودو" حاملا تقارير مجلس المنافسة يونس بنان (الثاني يمينا) ، وفي الإطار أحمد رحو رئيس مجلس المنافسة
بعد عدة سنوات من رفع مجموعة من الإحالات والترافع حول قطاع التأمين والفساد المستشري فيه، والذي ينخر ميزانيات المواطنين دون الاستفادة الفعلية من كل خدماته، يطل علينا رئيس مجلس المنافسة من خلال مؤسسة الفقيه التطواني وليس من خلال المؤسسة التي يرأسها، ليخبرنا بقرب صدور تقارير جديدة حول ملفات في الصحة والتأمين، تتضمن آراء تنويرية، بخصوص نقاشات المجتمعية.

سيدي الرئيس نورك الله، إن الملفات التي ذكرتها ليست وليدة نقاشات مجتمعية، ولكنها وليدة أزمة يتخبط فيها جزء كبير من المواطنين والمستثمرين في هذا البلد الأمين، تمس أمنه واستقراره الاقتصادي والاجتماعي. ملف التأمين الذي ذكرته سيدي، جمعت معطياته بنفسي رفقة ثلة من أعضاء جمعية وسطاء ومستثمري التأمين، وحررت تقارير الإحالات المرفوعة في عدد من الليالي البيضاء. 

سيدي الرئيس إن المتضررين لا ينتظرون منك التنوير والرأي، هذا الأخير الذي يمكنك أن تكتبه على شكل مقالات "الرأي" على صفحات الجرائد مثلما اخترت مؤسسة الفقيه التطواني لمناقشة هذه الملفات الاستراتيجية بعيدا عن المؤسسات الدستورية من برلمان ومجلس المنافسة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها، في نفس الوقت ترفض مند تنصيبك على رأس مؤسسة مجلس المنافسة استقبال الهيئات المهنية التي رفعت اليك التقارير والتظلمات، بل عاقبت بعضها بينما عجزت عن معاقبة اللوبيات الاحتكارية، وظلت الإحالات المرفوعة ضد هذه الأخيرة إما حبيسة الرفوف لسنين عديدة أو قرر فيها بعدم الاختصاص.

سيدي الرئيس، إن 97 بالمائة من القرارات المتخذة من طرفكم بعدم الاختصاص هي قرارات صائبة، ليس لأنها لا تدخل في اختصاص مجلس المنافسة، ولكن لأن من يبث فيها غير مختص، و وجوده على رأس هذه المؤسسة كوجود سمكة تزقزق على غصن شجرة، أو كمستحيلات العرب الثلاثة من غول وعنقاء والخل الوفي، لأن الفصل 11 من القانون رقم 20.13 المتعلق بمجلس المنافسة في فقرته الأخيرة يقول بصريح العبارة "لا يجوز لأي عضو من أعضاء المجلس أن يتداول في قضية تكون له فيها مصلحة أو إذا كان يمثل طرفا معنيا بها أو سبق له أن مثله" وأنت مثلت جميع أصحاب المصالح الاقتصادية من أبناك وشركات انتاج الزيوت وشركة النقل الجوي، ووقعت على قرارات تهم بعض هذه القطاعات، ونذكر لصناعة الزيوت مثلا.

سيدي الرئيس، أمام صمتك على ما يضر المغاربة، توصي برفع الدعم عن البوطان وما تبقى من مواد لدى صندوق المقاصة، في نفس الوقت نرى أن العديد من الدول تأمم قطاع الطاقة حفاظا على الأمن الاقتصادي والاجتماعي لسكانها، ونذكر مثلا بفرنسا وشركة كهرباء فرنسا التي استحوذت الدولة الفرنسية على أصولها، وكذلك روس نفط الروسية التي استحوذت ألمانيا على أصولها أيضا وغير ذاك من الأمثلة، سيدي يجب ضبط المفاهيم قبل التحدث، لأن ما تطلق عليه ميزانية الدولة، مفهومه الحقيقي هو الميزانية العمومية، المتحصلة سيولتها من أموال دافعي الضرائب، وإن الدولة عندما خوصصت تقريبا كل القطاعات الإنتاجية والخدماتية، قد تخلت عن ميزانيتها.

"في انتظار جودو" هي مسرحية عالمية معروفة لصمويل بيكيت، فيها كثير من التراجيديا والبؤس والأمل والانتظار. ترجمت إلى عدة لغات العربية والإنجليزية والصينية والألمانية.
 
يونس بنان/ مسؤول الشؤون القانونية والإعلامية بجمعية وسطاء ومستثمري التأمين بالمغرب