الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد قمار: ثورة الملك والشعب رهان متجدد بحضور مغاربة العالم

محمد قمار: ثورة الملك والشعب رهان متجدد بحضور مغاربة العالم محمد قمار
حين يحرص الملك في خطاب ثورة الملك والشعب على استحضار الجالية المغربية واليهود المغاربة، من منطلق رؤية تنموية وإنسانية وحضارية، فإن الأمر ليس من باب الصدف، المناسبة لها رمزيتها، وبالتالي فثورة الملك والشعب مستمرة، ثورة لا يمكن أن تكون بناءة متجددة وحية ومبدعة بدون مغاربة العالم وكل اليهود المغاربة الذين يربطهم بالمغرب التاريخ والبيعة والجذور...
دعوة الملك كانت أولا تشخيصا غير مباشر للهياكل المسؤولة عن مغاربة العالم وعن غياب رؤية استراتيجية لإدماجهم في التنمية والاستفادة من كفاءاتهم العالية.
وفي هذا السياق فهيكلة مجلس الجالية وإنعاشه بشريا غير كافية بل لابد من رؤية تربطه بالتنمية وتحفيز مغاربة العالم للاستثمار في بلدهم الأم ونقل كفاءاتهم إليه وتجاربهم...
ويحضرنا في السياق ذاته وجوه كثيرة اشتغلت في صمت وقدمت الكثير بأرض المهجر للترافع عن قضايا الوطن ترافعا مدنيا عقلانيا وليس احتفاليا شعبويا وبالحضور القوى في قلب قضايا المغرب والجالية.
كثيرون... يعلمون بحب وفي صمت... حاضرون هنا وهناك ولابد من توظيفهم ضمن منظومة مؤسساتية... على سبيل المثال... من إيطاليا يحضر بقوة اسم المناضل الوطني والمدني يحيي المطواط رئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن بإيطاليا، الشوكة التي تؤلم خصوم المغرب والخونة في خصورهم، والمغربي الذي استطاع مدنيا أن يقتحم قلاع خصومنا ويدحض دعاواهم وينظم في قلب ميلانو أكبر الاحتفاليات والتظاهرات المغربية التي جمعت المغاربة والإيطاليين حول التراث المغربي والحضارة والثقافة.
وعمل جنب الى جنب مع إخوانه في التوجيه والدعم وتدليل الصعاب بدون كلل.
حان الوقت... لنقطع مع ثقافة المحاباة... فقضايا الوطن أكبر من أي شيء... والمغرب في حاجة إلى أبنائه الميدانيين لرفع تحدي أجرأة فلسفة الملك في هذا الملف الذي حان وقت مراجعة هيكلة المؤسسات وطريقة اشتغالها ووضع استراتيجية تلتقي حولها القطاعات وجل الفاعلين والفاعلات.
ثورة الملك والشعب التي لا تخفت بالتحام الشعب بالعرش، في حاجة إلى أبناء وبنات المغرب في المهجر... ولثورة عاجلة في عقليات التدبير الشعبوي الاحتفالي والتحول من مؤسسات شبه فولكورية إلى مؤسسات تنموية حضارية ثقافية اجتماعية.