مهاجرو إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب: الدار البيضاء والرباط أصبحتا فضاء استقرار لا عبور
كنت التقيته من قبل، قرب محطة القطار "الدار البيضاء المسافرين"، وحين تقدم مني والمطر يهطل خفيفا في ذلك المساء القارس بالرباط، كانت ملامحه قد تغيرت قليلا. صار أكثر نحافة، لكن ثيابه الصوفية أكثر نظافة، مقارنة مع لباسه الخفيف الذي التقيته به منذ شهور بالدار البيضاء. الشيء الوحيد الذي لم يتغير فيه: طريقته المؤدبة في طلب المساعدة بالدارجة المغربية. قلت له، بالإنجليزية: "كيف حالك فابيان؟". تراجع قليلا إلى الوراء، وأنهى انحناءة صغيرة لكتفيه، وفي عينيه برز بريق تفاجئ وشك وحيرة. أدركت ...