الجمعة 26 إبريل 2024
جالية

في رثاء الطالب المغربي الذي قضى نحبه في حادثة سير بروسيا...

في رثاء الطالب المغربي الذي قضى نحبه في حادثة سير بروسيا...

الهجرة في سبيل العلم أو الهجرة في الحصول على لقمة عيش حتمية تتحداها الحدود والبحار وصراع ماراطوني مع زمن شرس اختلط فيه الحابل بالنابل وتبعثرت أوراقه في مهب رياح شرقية وغربية...

إنه الطالب المغربي الذي اختار بمعيّة إرادته تدبير شؤون حياته خارج أرض الوطن بدوافع الفقر اللاذع وعوامل أخرى أفرزتها البنية التحتية لواقع زهقت أنفاسه في صمت مخيف، همه الوحيد هو البيت القصيد.. لم يكن يوما يفكر في حجم الأتعاب التي تطاوله ولا العواقب المُحتملة التي ستجمع الأخضر باليابس متشبعا بفكرة "أنا مهاجر إذن أنا موجود"...

حالات مختلفة ومتنوعة تشمئز لها الأنفس.. حيتان البحر أطعمت حتى النخاع.. مداحس بالطريق السيار حدث ولا حرج، أسر بأكملها تراها عرضة للموت وهي في طريقها لمعانقة الوطن لكن بدون دراع.. عناق تراوده "الأنا" الخبيثة لملامسة تراب الولادة بحفنة عشق نفذ أنفاسه في عقر الطريق..

هذا هو مصير المهاجر المغربي بمدينة استرخان بروسيا الفيدرالية، زعم أنه سينال علما لترميم أسنان سادها السواد ونخرها الصدى المتعفن في وطنه الأم.. لكن طالبنا لم يفلح ولم يكتب له ذلك استسلاما للقضاء والقدر...

مات الطالب محمد نبيل أمين (21 سنة) دون علمه أنه فقد الحلم الذي من أجله غادر الوطن تاركا جثته مرمية على الأرض، ولا نتساءل:

هل يتعالى صوت من قريب أو من بعيد لإنقاذ هذه الجثة لتعانق أرض الوطن؟

هل السفارة المغربية ستحرك ساكنها لنقل الجثة من مستودع الأموات الروسية؟

هل وزارة الجالية المغربية بالخارج ستخلع النقاب عن صمتها رحمة للفقيد ولأسرته المنكوبة؟أم  الثقل سينزل على أكتاف أصدقائه الطلبة الذين يغنون ولا يسمنون من جوع؟؟

رابطة اتحاد فيدرالية المثقفين المغاربة بروسيا والدار المغربية بسانت بطرسبورج تعلن تضامنها في هذا المآثم الأليم، وتناشد كل المعنيين بالأمر بأخذ كل التدابير العاجلة لتسليم الجثة لذويها لما تعتبره الرابطة أنه حق من حقوق المواطنة ولو خارج الوطن...