السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

في صرخة للخبير حبيبي: الأسرة ليست مدرسة احتياط لتنوب عن المدرسة الأصلية ليلا!!

في صرخة للخبير حبيبي: الأسرة ليست مدرسة احتياط لتنوب عن المدرسة الأصلية ليلا!!
لو سألنا تلاميذ الصف الابتدائي عما يحصل لهم في الأقسام، عن معاملة بعض المدرسين والمدرسات، عن الوقائع المرضية التي تطبع العلاقات التربوية حينما يسود الجفاء والكلام النابي، والرغبة في الانتقام من وضع مؤسسي ضاغط لا يسمح  للمدرس ولا للتلميذ بأن يكون له رأي، ولا أن يمتلك حرية التعبير صراحة عما يشعر به من قرف أو امتعاض، وما يتلقاه من سلوكات مضادة لسنه وشغبه وطبيعة سنه.... قامعة مانعة ممعنة في المصادرة والتحنيط...
لو قمنا بتدوين تجارب الكثير من الراشدين اليوم، وحاولنا التعرف على ما تعرضوا له في صغرهم من عنف لفظي أو جسدي خلال المرحلة الابتدائية لاكتشفنا أنهارا من الدموع، وجبالا من الانهيارات النفسية، ومخاوف مريعة، وخيبات دامية، وجروح نرجيسية لن تندمل بالنظر لنوعيتها وسنها... بل حتى الأخطاء التي ننتعلمها في المدرسة تظل لصيقة بعقولنا مدى الحياة، بحيث لا يمكن لأية سلطة  معرفية لاحقة أن تعدلها، لأنها أصبحت ترسبا جيولوجيا في مورفولوجية الخلايا العصبية....
التنمر والإقصاء والوصم والتهميش والنبذ سمات من هذا النمط من المعاملات التي يحكي عنها التلاميذ لذويهم، بعض التلاميذ وليس كلهم، لأن الآليات النفسية للصغار تقوم بوظيفة النسيان مباشرة بعد مغادرة حجرات الدرس، لهذا من الصعب استرجاع الوصمات وإعادة سماع أصواتها المزلزلة...
المشكلة الكبرى التي تشل حركة النمو العقلي والمعرفي والسياسي وكل مقدرات الأمة باتي من محصلات التعليم الابتدائي، لكن الانتباه لا يتجه لهذا المستوى، لعل المصلحة تقتضي غض الطرف والبحث عن مشكلات هامشية لتحويلها إلى مشكلات مركزية...
حينما يعجز التلميذ عن تتبع وفهم البرامج، لا يوجه اللوم لهذه الأخيرة ولا إلى المناهج ولا إلى تكوين المعلمين المعرفي والبيداغوجي، بل سيتم تأثيم التلميذ ومعه الأسرة التي لم تقم بواجبها...
الأسرة ليست مدرسة بديلة، ولا مدرسة احتياط لتؤدي مصاريف المدرسة شهريا وتقوم بدور المدرسة ليلا، أو كراء مدرسين للقيام بهذه المهمة  وهو ما يعني مضاعفة المصاريف إلى ما لا نهاية...
المقررات لا تناسب السن ولا الأهداف ولا الغلاف الزمني ولا الوضعية المؤسسية ولا أعداد التلاميذ في الأقسام والحجرات، لامعنى أن نخصص لكل درس 10 دقائق كل يوم، وبالمرور على جميع المواد الدراسية حيث على التلاميذ حمل كل المواد في المحافظ وما يقتضيه ذلك من معاناة في صعود الدرج وخلال التنقل بين الدرج والساحات... لا معنى لأن يحمل معه التلاميذ كل الكتب المدرسة الى القسم لاجل أن يزورها بلمح البصر، ليطلب منه قيام الليل وأطراف النهار لإعادة ضبط واستيعاب ما عجزت عنه المدرسة... لكنهم لا يتأخرون عن مطالبة الآباء بالأداء ومبالغ جديدة لإعادة التسجيل وتحفيظ التلميذ في نفس المؤسسة حتى لا يذهب إلى مؤسسة أخرى عند بداية السنة الدراسية...
الهموم العميقة  وراء كل هذا مادية، مصلحية، ولوبية، ولا علاقة لها بالتربية ولا بمصلحة البلاد والعباد...
التلاميذ لا يلعبون، لا يتفسحون، لا يستطيعون الفكاك من الدروس والواجيات ليلا ونهارا والحصيلة ضعيفة جدا وهذا ما تؤكده الافتحاصات الوطنية والدولية... ما العمل إذن؟؟؟؟