تناهى إلى علم الجريدة الإلكترونية " أنفاس بريس " من مصادر متعددة ، بأن لجنة حقوقية قامت قبل أيام بزيارة لمستشفى الرازي للأمراض النفسية ، وذلك من أجل الوقوف على حقيقة الأخبار الصادمة التي تتسرب بين الفينة والأخرى من شقوق المرفق العمومي المذكور . رصدٌ ما من شك بأنه سينتهي بوضع تقرير مفصل يدقق في مدى مطابقة الخدمات المقدمة بهذا المستشفى الذي يستقبل الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية ، مع المعايير الدولية التي يجب أن تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة ليتمتع بالحق في الصحة على قدم المساواة المواطنات والمواطنون ( الفصل 31 للدستور) .
ما الذي يمكن أن تضيفه زيارة الرصد التي أنجزها الفريق الحقوقي ، كما تحدثت عن ذلك مصادر " أنفاس بريس" ، بينما يكفي نقرة خفيفة على زر محرك البحث(Google ) لتتدفق أمام الباحث(ة) "ناطحة سحاب" من المعاناة ، تنتهي بإعدام كرامة المرضى ، أمام طاقم طبي وصحي بعيون بصيرة وأيادي قصيرة .
من بين الأورام الخبيثة التي تتعايش مع بعضها بمستشفى الرازي للأمراض النفسية بعروسة الشمال ، لن نجازف بالقول بأن الفريق الحقوقي وهو يشخصها بعيدا عن الأنظار، قد وقع تحت هول الصدمة وهو يتحرك داخل هذا المرفق من غرفة لآخرى... من المؤكد بأن حشرة الصرصور ( سراق الزيت) التي سبق وتحدثت عنها تقارير اعلامية من قبل ، قد رحبت به بحفاوة استثنائية ....أما بناية مستشفى الأمراض النفسية ، فلا هي من الجيل القديم ، ولا هي من الجيل الجديد ….وحده التصنيف بأنها خارج التاريخ يليق بها "وشوف تشوف"! ...ما يسمى بالمستشفى مصمم لاستقبال 80 شخصا يعانون من الأمراض النفسية ، لكن في زمن التغني بالدولة الاجتماعية ، فإن العدد يتجاوز أحيانا 200 ،،وفق ما نقله للموقع " أليس من رأى كمن سمع ؟"...غالبيته تفترش الأرض وتتوسد" كملوا من عندكم" ...الغرفة المخصصة للعلاج، كيف لها أن تستقبل ضيوفها تحت جنح الظلام؟... أي نعم، والسبب إذا ظهر فلا تتعجب ! خدمة الإنارة الكهربائية كثيرة أعطابها ……
الموت قضاء وقدر ما في ذلك شك ، ولكن أليس لحجم المعاناة التي يكتوي بها المرضى يد في ذلك ؟ {فسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون}؟ وفي هذا الإطار فقد شدد أكثر من مصدر بأن شابا لا يتجاوز عمره بالكاد 30 سنة ، قد لفظ أنفاسه الأخيرة بهذا المستشفى خلال شهر شتنبر ، في ظروف تحتاج لتقص يحيط بجميع ملابساتها لأن " الروح عزيزة عند الله ؟
والطاقم الطبي والصحي العامل بمستشفى الرازي للأمراض العقلية ،أية مسافة تفصله عن كارثية الوضعية بهذا المرفق العمومي ؟ ذات المصادر التي تحدثت بمرراة عن المرفق العمومي ، عبرت عن تعاطفها مع كل العاملين بالمستشفى ( رئيسا ومرؤوسين)الذين لا يدخرون جهدا من أجل تجويد الخدمات التي يقدمونها من أجل أن يتصالح المرضى مع توازنهم النفسي الذي يمد لهم جسورا للاندماج بالمجتمع ، ويطارد الوصم الاجتماعي الذي يلاحقهم.
يذكر بأن المجلس الوطني لحقوق الانسان سبق أن أصدر سنة 2022 تقريرا تناول فيه فعلية الحق في الصحة ، وخلص بعد رصده لمستشفيات الأمراض العقلية والنفسية بأن " النهوض بالصحة النفسية والعقلية رهين بمراجعة السياسات العمومية وتوفير الخدمات العلاجية بما يضمن الكرامة الانسانية للمرضى " .
فهل ستحفز متابعة "أنفاس بريس " للوضع الكارثي الذي يوجد عليه مستشفى الرازي للأمراض النفسية بطنجة ، وزير الصحة والحماية الاجتماعية ، من أجل القاء نظرة ولو خاطفة على تقرير المجلس الوطني لحقوق الانسان ، فيسارع لوضع سياسة عمومية قائمة على الحق في الصحة الذي تعرفه ( مفهوم الصحة ) منظمة الصحة العالمية بأنه " حالة من اكتمال السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية " .