Saturday 27 September 2025
كتاب الرأي

سعيد جعفر: مؤشرات خريف مغربي

سعيد جعفر: مؤشرات خريف مغربي سعيد جعفر
احتجاجات اليوم تتشابه كثيرا مع بدايات احتجاجات 20 فبراير 2011، شكل الدعوة، الجهة الداعية، المنفذون، السياق، التوقيت، والشعارات المرفوعة(إسقاط الفساد، تنمية كرامة عدالة).
 
لا نعرف هل ستتطور الأمور أم لا، لكن المؤكد أن هناك تحرك وهناك شباب ومحترفو احتجاجات في الميدان.
اليوم في الرباط والبيضاء كان هناك حضور لعدد من شباب شبيبة الاشتراكي الموحد والطليعة والنهج  والجمعية المغربية لحقوق الانسان، وفي 2011 كانوا فعلا أول من نزل للشارع وتبنى المطالب.

 
أثبتت المعطيات في 2011 أن الإحتجاجات بقيت بدون رأس إلى أن أصبح العدل والإحسان رأسها، وطيلة الإحتجاجات لم تكن هناك أية إمكانية للحوار أو التفاوض حتى على أبسط الأشياء وعلى رأسها سقف المطالب، ولهذا كانت هناك صعوبة بالغة في تأطير مصطلح "الإسقاط"، وبقي النقاش مفتوحا ومتوترا إلى أن غلب شعار إسقاط الفساد، والملكية البرلمانية، على باقي الشعارات الجذرية التي رفعها خصوصا الراديكاليون من اسلاميين وقاعديين. 
 
كنت جزء من هذا النقاش والتفاوض وقد كان متعبا أن نقنع شبابا متحمسا ومندفعا ومنتسبين يؤمنون بتغيير جذري دون ضمانات ودون منطلقات ودفتر تحملات.
 
ومن حسن الحظ أن الخطاب الملكي ل 9 مارس جاء في الوقت المناسب بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق الإحتجاجات، ونجح في تأطير المطالب والإجابة عن عدد من الانتظارات.
من تجربة شخصية ميدانية، وهذا قلته مرارا في منصات مختلفة، أنه يقع خطأ كبير بعدم إعداد خط ثالث يبدع في المزاوجة بين النقد والاقتراح والتفاوض، خط نقدي ووطني في نفس الوقت.

 
في نهاية المطاف نحن نتكلم عن تيار نقدي إصلاحي بشخوص أكثر استقلالية وأكثر قناعة وأكثر ولاء للوطن، وأكثر احتراما لمؤسساته وللشعب.
 
لا أعرف شكلا مغربيا مثل هذا إلا مع الحركة الإتحادية وخصوصا مع مناضلي وزعماء الإتحاد قبل أن يقع التحول الذي يعرفه الكل، ولهذا اذا كان هناك من عمل يجب القيام به، فهو الإشتغال على خط ثالث نقدي إصلاحي في المنظور القريب.