الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عمر الصوصي: وترجلت الإعلامية شيرين

عمر الصوصي: وترجلت الإعلامية شيرين عمر الصوصي
استهدف قوات الاحتلال صباح اليوم "الحقيقة" لاغتيالها بدم بارد (11ماي 2022)، تريد إخراس كل صوت يجهر بما يجري -ولا أحد ينبغي أن يدري-، وتخمد كل نفس بشرية تعري الجرائم وتفضح السقائم.
قتلوا شيرين المرأة الصحفية الحرة الأبية الشجاعة -العزلاء- التي تفضل آلاف الرجال الإسرائليين الذين يختبئون باستمرار وراء أسلحتهم...فشتان بين الأعزل الذي لا يخاف من إظهار الحقيقة وبين المتترس الذي يطمرها، قتلوها في مكان ليس فيه اشتباكات ولا فدائيين ولا ما يبرر به المحتل صنيعه الشنيع إلا أن يقر عن طريق قناصته -المهرة في الشر- استهداف الإعلام والجثوم على صدره حتى الاختناق. قتلوها حين تيقنوا أنها شوكة في خاصرتهم لا ينفع مع استماتها -في الحق- إلا الاستئصال وعظمة في حلوقهم لا يصلح مع تماديها إلا الاجتثاث.
منذ سنة 1997 وهي تنقل الأحداث في جسارة وتتموضع في خطوط التماس، تحت ألسنة نيران الآلة الحربية المحتلة ومضايقات جنود الاحتلال واستفزازات المستوطنين المتطرفين الجلاف الغلاظ، واعية بما قد ينالها من حظ الاستشهاد في سبيل الإعلاء من شان الحقيقة وفضح العدوان على شعب طاله الحرمان، وكانت – تغمدها الله برحمته- ما تفتأ تكرر بلسانها الصادح بالحق صدح البلبل بضوء النهار: "اخترت الصحافة لأكون قريبة من الإنسان، لن أستطيع تغيير العالم، ولكن أسعى لإبلاغ صوت الحقيقة له..." يا لها من كلمات لن ينطق بها إلا لسان يأبى رؤية الهوان يطال الرجال والنسوان، وقلب يصطف في جانب قضايا الإنسان يضحي بالنفس وكل غال على الجنان.
فلترقد روحها بسلام فقد بلّغت ووفّت ونحن شاهدون وسلمت المشعل للأقران وألهمت جيوشا عبر العالم بأسره لتواصل المشوار.