تشهد الدارالبيضاء اختناقات رهيبة ومقرفة، بسبب كثرة الأوراش المفتوحة، وهي أوراش لن ندخل في ماهيتها او تمثل الناس لها، ولكن حسبي هنا التوقف عند بياض لم أجد له أي تفسير:
ماالمانع من إلزام الشركات المكلفة بإنجاز الترامواي أو الباصواي أو تلك المكلفة بتعبيد الطرق والأرصفة من الاشتغال 24 \24 ساعة والعمل أيضا في عطل نهاية الأسبوع وباقي الأعياد؟
قد ينهض قائل ليدعي أن كناش التحملات لا يتضمن هذا المقتضى؟. ولكن هذا قول مردود، لأن هناك كتاب واحد لا يعدل وغير قابل للتعديل ، ألا وهو القرآن الكريم، وماعداه فهو خاضع للتعديل والإضافة والتغيير.
ما الذي يمنع الوالي (وهو بالمناسبة مهندس مفروض فيه ان يوظف عقله الهندسي لتجويد عيش البيضاويين)، وما الذي يمنع العمدة( وهي بالمناسبة تنتمي لحزب بيده كل السلط التشريعية في الحكومة والبرلمان)، وما الذي يمنع مدراء شركات التنمية المحلية(وهم من كبار الموظفين المقربين من مدفأة السلطة)، من أن يتدخلوا لتغيير كناش التحملات، ولو اقتضى الأمر تعويض الشركات المكلفة بإنجاز الأشغال عن تحملاتها الاجتماعية لصرف مستحقات العمال الذين سيشتغلون بالليل وفي العطل( وهذا حق يكفله لهم القانون) لكي يتم الانتهاء من الأوراش في آجال جد قريبة، بدل منطق "سير ضيم"؟!
ماالذي يمنع هؤلاء المسؤولين الترابيين والمنتخبين والتقنوقراطيين من التدخل على الأقل لدى الشركات المكلفة بالأشغال بتسربع تسوية ردم حفرة في ملتقى طرقي رئيسي أو رفع الحواجز الحديدية من مدار طرقي مهم لضمان انسيابية مقبولة في السير بدل ترك المواطنين "يتسخسخون" و"يتمرمدون"، وكأن قدرهم هو التعذيب صباح مساء في انتظار أن تستأنف الشركة أشغالها بحكم أنها تكون منهمكة في مقطع آخر؟!
زرت العشرات من المدن باوربا وأمريكا وآسيا والخليج وهي مدن تشهد فورة في الأوراش الضخمة، لكن المسؤولين والمهندسين هناك يبدعون حلولا لكي لا يتأثر مستعملو الطريق بآثار سلبية كارثية.
لننقل منهم وننسخ طريقتهم في تدبير الأوراش..هذا إن "توقفت ملكة التفكير والعقل"، عندنا بالبيضاء وبباقي مدن المغرب..
ولكم واسع النظر!
ملحوظة:
يتم أحيانا في أوقات الذروة تجنيد مئات رجال الأمن بمناطق الأوراش لتأمين تدفق السير بالمحاور الملتهبة. لكن هذا الحل غير جدي لأنه ترقيعي.
فالبيضاء تحتاج لجراح يستأصل أصل الداء وليس إلى مسكنات.
فالبيضاء تحتاج لجراح يستأصل أصل الداء وليس إلى مسكنات.