الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

منصف الإدريسي الخمليشي: المسرح ما بين نهر التحريم ونهر التهميش

منصف الإدريسي الخمليشي: المسرح ما بين نهر التحريم ونهر التهميش منصف الإدريسي الخمليشي
لم أختر الكتابة للتعبير فقط، إنه ذلك الفعل النضالي، تعمدت أن لا اكتب في اليوم العالمي للمسرح لأتفقد أحوال هذا الفن و أستبيح ما حرموه، إنه طبعا المسرح الذي بدأ مع الإغريق إلى الرومان إلى عصور قد خلت وصولا إلى مارون النقاش، إنه ليس وليد اللحظة كما قلت و كما سأقول إنه النظيف، دعوني أحتج و أقول، لا للتهميش لا لتزييف الحقائق وتغطية الشمس بالغربال، إننا نحتاج مسرحا يليق بالظرفية كما أننا نحتاج لجمهور الذي يستمتع، فالجمهور لكي يشعر بلذة وتربية على الفرجة الهادفة و الخلاقة، لا تفرض عليه أن يشاهد مسرحية بالمال فقد يكون في ذلك تكليفا له، فالثقافة حق لكل واحد منا، هل المتعة والإحساس بها يشترى؟ إنها تلك المتعة المزيفة.
لتكوين جمهور واع بما له وما عليه وجب ذلك منذ نعومة الأظافر وكما أكرر في كل مناسبة سمحت لي بذلك، خلق مادة في المدارس العامة خاصة بالتربية على الفنون والمسرح يكون واحد منها، لأن الأزمة هي أزمة جمهور ونقاد أيضا.
الثقافة حق لكل شخص يؤدي ضريبته لما لا نقوم يجعل الثقافة بطريقة تدريجية جزء من فاتورة الماء والكهرباء لنكون مثقفا واعيا؟
دعوني أقول أننا محتاجين إلى الفن لتوازن العقول، أني أصبحت أرى المجانين في كل الأزقة، يستثمرون في الحشيش والخمور ولا يستثمرون في الثقافة التي تجعل المرء قادرا على تصفية و فلترة إن كان يرى في الأمر ميزة فليفعل.
وأعدكم أننا إذا ما قمنا بجعل الثقافة وخاصة المسرح إحدى أهم أنشطتنا اليومية فسنؤكد للأمم على أننا شعب عاقل.
يا شعب المسرحيين هذه رسالة لكل ممارس ومنظر للمسرح إني أخاف على مستقبل المسرح أن يضيع وأن يقع كما وقع في الحروب الصليبية وأن تصيبنا لعنة تبشيرية ومحرقة لكتبنا، كما حاول أحدهم في إحدى القنوات، حيث كفرنا وجعلنا ممن يمارسون الباطل، يا معشر المسرحيين أبدعوا أبدعوا أبدعوا، بدون قيد ...
إننا هنا نمارس هوانا ونعيش كما نريد فمن هذا الذي يمنعنا، إننا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، على أي مقياس حرمتموه؟
قد يقول قائلا الاختلاط و.... سنقول آنذاك أن الأمر يحتاج نقاش.
لولا المسرح لما كانت إنجلترا أو إيطاليا أو إسبانيا أو ألمانيا.
دعونا نمارس طقوسنا التي نريد وكما نريد، رجاء لا تخلقوا حربا من اللاحرب.
إننا عشنا ونعيش وسنعيش بإذن من الله، " إننا محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية".