بعد فشل أمريكا وأوربا في وقف الاكتساح العسكري الروسي لأوكرانيا، تخوض واشنطن وحلفائها الغربيين معركة بروباغندا إعلامية عبر فبركة أخبار أو تركيب صور مخدومة والنفخ في وقائع منسوبة للروس لخلق انطباع لدى الرأي العام الدولي بأن روسيا دموية وبربرية.
فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا يوم 24 فبراير 2022، تم بث ما يزيد عن مليون و400 ألف خبر كاذب في قنوات ومنصات أمريكا وأوربا وفي بعض قنوات العالم العربي الدائرة في فلك العم سامر. بالمقابل يتم تقديم العم سام الأمريكي وتوابعه بأوربا، وكأنهم حمائم سلام وحماة الإنسانية وملائكة الرحمة. والحال أن أبشع ما عاشته البشرية في القرنين الأخيرين من فظاعات وتمثيل بالجثث وتنكيل بالمدنيين ونهب لثروات الشعوب تورطت ( وما زالت تتورط فيه) الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليابان وتركيا ودول الشمال.
يكفي استحضار ماعاشه الشعب الفسطيني واللبناني والصومالي والعراقي والسوري والليبي والأفغاني والمالي والبوسني على يد الغربيين في العقود الأخيرة للوقوف على أنه ليس في القنافد أملس. بل يكفي متابعة الإعلام الغربي الذي داس على كل المبادئ والأخلاق في متابعة تداعيات حرب أوكرانيا وتمييزه بين اللاجئين الأوكرانيين(الذين يستحقون كل الدعم في نظر هذا الإعلام العنصري والحاقد )، وبين النازحين الأفارقة والعرب الهاربين من جحيم القصف بمدن أوكرانيا، الذين تم وصفهم بأحط النعوت الحاطة بالكرامة الآدمية وتعرض العديد منهم للإهانة وحرموا من الحق في الإيواء والأكل والمواكبة والمساعدة وكأنهم خنازير.