السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

إشراقات من وصايا مْقَدَّمْ "مَشْيَخَةْ" رْكُوبْ اَلْخَيْلْ

إشراقات من وصايا مْقَدَّمْ "مَشْيَخَةْ" رْكُوبْ اَلْخَيْلْ العلام الحاج الطاهر وداد رحمه الله يمينا) والزميل أحمد فردوس

"إلى روح الراحل لمقدم الحاج الطاهر وداد الخنوفي رائد "مَشْيَخَةْ" رْكُوبْ اَلْخَيْلْ، والذي يرجع له الفضل في استقبالنا ذات سنة بالزاوية الخنوفة رفقة ثلة من المهتمين من مؤسسي جمعية تراث أحمر، حيث لقحنا آنذاك بعشق "التبوريدة" وفكك لنا خصوصيات الطريقة الناصرية بمنطقة أحمر التي تعتبر حاضنة لمدرسة الأمراء".

 

"اَلشِّيخْ بْلَا شِيخْ، جَبْحُو خَاوِي" درس من دروس "اَلْمَشْيَخَةْ"

الحديث عن ركوب الخيل لا يخلو من دروس وعبر وتوجيهات و نصائح يستلهمها الفارس من "شَيْخِهْ/اَلْعَلَّامْ" القدوة، ويضعها نصب عينيه أثناء تداريبه وتمارينه للتمكن من طقوس وعادات "اَلتْبَوْرِيدَةْ" المغربية التي تتميز عن سائر رياضات امتطاء صهوة الخيول بالخفة والرشاقة والحدر والإقدام والشجاعة والتميز بخصال الأخلاق الرفيعة.

 

"مَدْرَسَةْ مَشْيَخَةْ" ركوب خيل التبوريدة تتأسس على دروس "لَمْقَدَّمْ/ اَلْعَلَّامْ" الذي يلعب دور الراعي الأول في تعليم وترسيخ تراث وموروث كل ما يتعلق بـ "سنابك الخيل والبارود"، حيث تتعدد برامج التلقين التي يتوارثها الفرسان الأبناء عن الآباء و الأجداد، ويتسلموا مشعلها عن جدارة واستحقاق من أجل صناعة الفرح والفرجة في محارك المواسم والمهرجانات والمناسبات، بعد أن كانت -وفق وتائق التاريخ- مدرسة حربية لتعليم الرماية وركوب الخيل والنموذج مدرسة الأمراء بمركز لَقْصَيْبَةْ/ الشماعية.

 

فلكل "مَشْيَخَةٍ" طريقتها وعاداتها وطقوسها (النّاصرية، الشّرقاوية، الخيّاطية....)، وتتنوع طرق التبوريدة المغربية من منطقة لأخرى، بل تختلف الأزياء والألبسة التقليدية (الجَّلَّابَةْ والتْشَامِيرْ والْفَرَاجِيَّةْ والسَّلْهَامْ والْحَايْكْ ولَعْمَامَةْ..) من مجال جغرافي لآخر، بالإضافة إلى اختلاف نوع لَمْكَاحَلْ ولَخْنَاجَرْ والسْيُوفْ، ويتنافس البَّارْدِيَّةْ في اقتناء أجود وأجمل مستلزمات الفروسية التقليدية (سُرُوجْ، تْمَاﯕَاتْ، ودَلِيلَ اَلْخَيْرَاتْ، وجَدَاوِلْ اَلْحَرِيرْ، واَلنَشَّاشَاتْ....) التي تفنّن وبَرِعَ في إبداعها وصناعتها الصانع والحرفي التقليدي المغربي، كل حسب ذوقه وميلوه و قدرته المادية.

 

انضباط كتيبة القائد العسكري

لكن من أهم الشروط لِحَمْلِ مشعل لقب فارس/ بَّارْدِي، هو تمكن اَلخِيَّالْ من المعرفة الدقيقة بتفاصيل تَلْجِيمْ وتَسْلِيحْ فرسه وتجهيزه للدخول غمار المنافسة/ الفرجة رفقة فرسان عَلْفَةْ لَمْقَدَّمْ/ اَلْعَلَّامْ الذي يجب احترامه وسط اَلْمَحْرَكْ كقائد "عسكري" يستحق أن ننضبط لتعليماته والتفاعل مع توجيهاته و إشاراته وتلميحاته، لذلك سَلَّطَ "اَلْحَبْحَابَةْ" الضوء بفن قولهم على هذا الدرس حينما أنشدوا ناظمين :

 

"لَا تَرْكَبْ حْتَّى تْنَضِّي لَحْزَامْ

فِـ الرّْكُوبْ، لَا تَتْسَابَقْ مْعَ اَلْعَلَّامْ

صْغَا لِيهْ، لَا تْرُدْ عْلِيهْ لَكْلَامْ

عَزْ اَلْعَوْدْ عُـﯕْدَةْ فـِ اَلّْلجَامْ

بِيهَا يْدُورْ، بِيهَا يْزِيدْ اَلْـﯕُدَّامْ "

 

ولم يتردد الناظم في توثيق شروط "اَلتْبَوْرِيدَةْ"، حينما أصر في قوله على احترام قدسية ركوب الخيل بعد التطهر والوضوء وتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم والدعاء بالنصر والسلامة.

واختزل الناظم العاشق لفن التبوريدة المغربية، شرط "اَلنَّصْبَةْ" كعلامة بارزة تؤكد على أن الفارس/ اَلْبَّارْدِي، مُسْتَعِدٌ، وَيَقِظٌ، ومُتَأَهِّبٌ، ومُتَمَكِّنٌ، وَحَدِرٌ، وأذنه صَاغِيَّةٌ، وذهنه غير شَارِدٍ، ويده مُتَحَكِّمَةٌ في الِّلجام، والثانية ماسكة بِالْمُكَحْلَةْ بشكل سليم يسمح بالقيام بحركات "اَلْهَزّةْ/ اَلرَّفْعَةْ" في تناغم مع حركات "اَلْـﯕَرْنَةْ" و"اَلْخَرْطَةْ" و"التَّشْمِيسَةْ" و"الشّدَّةْ". وصولا إلى "صَيْحَةْ/ نَدْهَةْ" علام الخيل، ثم الطلقة الموحدة المتناغمة والمتساوية عند لحظة الصفر.

 

اَلرَّكْبَةْ، نَصْبَةْ وَ تْكُونْ بِالَقْوَامْ

اَلْمُكَحْلَةْ، لَا تْهَزْهَا هَزَّةْ لُغْشَامْ

سَرَّحْ يَدَّكْ مْعَاهَا بِالتّْمَامْ

رُدْ اَلْبَالْ اَلْـﯕَرْنَةْ وَ اَلشَّدَّةْ رْوَامْ

عَنْدْ اَلنَّدْهَةْ، لَا تْكَثَّرْ تَخْمَامْ

اَلْحَاصُولْ...

اَلَلهْ يْرَكَّبْكُمْ رْكُوبْ الْعَزْ

وَنْزُولْ الطَّاعَةْ وَ السْلَامْ

 

إن لمة أحباب سنابك الخيل والبارود، لا يكتمل شرط نجاح عروضها الفرجوية إلا بعد التحلق حول صينية أتاي، وتقديم صحون مكسرات الُّلوزْ والِـﯕَرِﯕَاعْ والتَّمْرْ، على شرف علام السَّرْبَةْ، الذي يعكس النخوة والكرم داخل خيمة الفرسان، ويستقبل جمهور القبيلة الذي يتألق وسط اَلْمَحْرَكْ بتصفيقاته وزغاريد النساء، كلما كانت "عَلْفَةْ اَلدَّوَّارْ" في مستوى "لَفْرَاجَةْ" بخيولها وفرسانها الأشاوس.

وسط خيمة العلام، تتخذ رمزية الفروسية و"اَلْبَارُودْ" أشكالا وأوصاف أخرى، وتنعكس قوة "اَلْمَشْيَخَةْ" بطقوسها وعاداتها وأصالتها التي تحتفي بموروث "التْبَوْرِيدَةْ" على سلوك كتيبة الفرسان، من خلال الحكي والغناء والرقص والطرب... فتتحقق قولة "الْبَّارْدِي بْلَا شِيخْ جَبْحُو خَاوِي".

 

إهداء خاص لجميع فرسان بلادي

 

اسْمَعْ آلْبَّارْدِي

 آمُولْ اَلجّْبَحْ اَلْخَاوِي

اَلْبَارُودْ، مَجْمَعْ وُلَمَّةْ لَّحْبَابْ

اَلْبَارُودْ، مْزِيَّةْ مَاشِي عْنَادْ

الْبَارُودْ، يَا وَلْدْ عَمِّي حِيلَةْ وَسْبَابْ

..........................

أَهَاوْ أَهَاوْ

 اَلْبَارُودْ صَنْعَةْ،

جْعَبْ وَزْنَادْ

أَهَاوْ، أَهَاوْ

اَلْبَارُودْ أَصَالَةْ، و تُرَاثْ

مَوْرُوثْ تَارِيخْ يَحْكِي حْكَايَاتْ عَلْ لَجْدَادْ

يَرْوِي قَصَّةْ شُجْعَانْ بْلَادِي مْعَ اَلْجِهَادْ

..............................

 اَلْبَارُودْ نْعَمْ اَلسِّي

رُجْلَةْ، حَشْمَةْ، كَلْمَةْ، نَخْوَةْ، سْخَاوَةْ

اَلْبَارُودْ ﯕَلْسَةْ

يَتْفَرَّقْ فِيهَا لْغَا فِي يُومْ اَلْمِيعَادْ

..........................

أَهَاوْ، أَهَاوْ

صِينِيَّةْ اَلْعَلَّامْ، مْجَامَعْ، كِيسَانْ وُبَرَّادْ

 كَاسْ مْنَعْنَعْ، مْشَحَّرْ يْتَاوِي لَوْلَادْ

كَلْمَةْ اَلسَّرْ فِي خَيْمْتُو بَسْمَةْ دَاﯕَّةْ لَوْتَادْ

حْلَاوَةْ اَلّْلسَانْ شَهْدَةْ

عْسَلْهَا يْصَفِّي اَلْعَيْنْ

يَطْرُدْ اَلنَّحْسْ وَالتَّنْـﯕَادْ

.................................

أَهَاوْ، أَهَاوْ

اَلْبَارُودْ مْحَبَّةْ فِي وْجَهْ لَحْبَابْ

نَدْهَةْ لَمْقَدَّمْ حِيلَةْ وَسْبَابْ

تَخْرِيجَةْ اَلْخَيَّالَةْ نَشْوَةْ وَصْوَابْ

...............................

أَهَاوْ، أَهَاوْ

اَلْخَيْلْ مْصَّافَةْ تَجْدَبْ

هَا اَلْبَرِﯕِي وَالْـﯕُمْرِي

هَا لَدْهَمْ وَالسَّرْتِي

هَا اَلْـﯕُمْرِي وَالصْنَابِي

هَا حْجَرْ اَلْوَادْ

زْغَارِيدْ، فَرْحَةْ بِسْيَادِي لَجْوَادْ

............................

أَهَاوْ، أَهَاوْ

بَارُودَ عَلْفَةْ لَمْقَدَّمْ مْسَاوِي سَارُوتْ

دُخَّانْ الجّْعَبْ بْخُورْ يْتَاوِي لَخُّوتْ

غْنَا اَلْعَيْطَةْ حْنِينْ بِالْوَصْفْ وَالنْعُوثْ

بِينْ اَلجَّمْعَةْ وَالثّلَاثْ

 اَلسَّكَّةْ حَبْسَاتْ وُرِيتَاتْ

تْكَبَّتْ اَلْخَيْلْ عْلَى اَلْخَيْلْ

 دَامِي وَرْجَانَا فِي اَلْعَالِي

خَرْبُوشَةْ وَ اَلْكَافْرَةْ غْذَرْتِي

كَاسِي فْرِيدْ وَ اَلرَّاضُونِي

هَا هُوَ ثَانِي هَا هُوَ ثَانِي يَا سِيدِي...