عبر محمد السوهلي رئيس فيدرالية التبوريدة بجهة سلا الرابط القنيطرة، ورئيس الجمعية المغربية للفروسية التقليدية أحواز سلا، في اتصال بجريدة "أنفاس بريس" عن قلقه واستغرابه بخصوص توقيف عدة تظاهرات تراثية شعبية ذات الصلة بفن ورياضة التبوريدة في الوقت الذي كان من المفروض على الجهات المعنية بعمالة سلا التعاطي مع ملف الثقافة والتراث الشعبي، بإيجابية تلقائية نظرا للزخم المهم الذي أعاد للتراث اللامادي حيويته عبر ربوع المملكة والإشعاع الدولي الذي يحظى به مجال الخيل والفرسان وبارود الفرح.
في سياق متصل أفاد نفس المتحدث بأن مدينة سلا كانت تبرمج وتنظم منذ عقود عدة مواسم ومهرجانات لفن التبوريدة، وأنشطة اجتماعية وثقافية وتراثية وفنية موازية، وكانت المناسبة فرصة سانحة لإحياء الروابط الاجتماعية والثقافية والتراثية بين كل قبائل أحواز سلا، لكن اليوم توقفت عقارب عداد هذه التظاهرات التي كانت فعلا تشكل متنفسا جميلا، وحلقة أساسية من حلقات سلسلة التواصل الاجتماعي والرواج التجاري بالمنطقة دون الحديث عن الاستقطاب السياحي الداخلي المهم جدا. وبأسف عميق شدّد ـ ضيف الجريدة ـ على أن أحواز مدينة سلا تعيش انحباسا ثقافيا وفنيا وتراثيا حارج زمن الدافع عن الموروث الثقافي الشعبي، بعد توقيف هذه المواسم والمهرجانات بقدرة قادر.
في هذا السياق قام رئيس الجمعية المغربية للفروسية التقليدية أحواز سلا باستشارة بعض أعضاء الجامعة الملكية للفروسية التقليدية حيث طلب منه هذا الأخير "الحرص على ضرورة التعامل الإداري مع المؤسسات المعنية سواء عمالة أو مجلس إقليمي أو جماعة ترابية، وتقديم طلبات تنظيم التظاهرة قبل موعد أي نسخة لفن التبوريدة بستة أشهر على الأقل" وفي هذا السياق وعد رئيس ذات الجمعية والفيدرالية بـ "مراسلة وزير الداخلية وإيصال المراسلة عبر قنوات خاصة".
ومن المعلوم أن مدينة سلا تضم عدة مناطق تتكون من قبيلة السهول، وقبيلة عامر، ثم قبيلة حصاين...ومن بين المواسم التاريخية التي كانت تنظم بمحيط مدينة سلا والتي تم إقبارها وتهميشها رغم أهميتها التاريخية، هي كالتالي: "موسم الولي الصالح سيدي إبراهيم بولعجول" و "موسم سيدي حميدة" و "موسم سيدي لمفضل" و "موسم سيدي عزوز" إلى جانب "موسم سيدي عبد العزيز" ثم "موسم الهادي بن عيسى" أو ما يطلق عليه "موسم لامة الشريف" فضلا عن "موسم الطلبة بالعرجات" و "موسم سيدي يحيى" علاوة عن "موسم سيدي بومعيزة" دون الحديث عن "مهرجان الولجة" و "مهرجان عامر" الذي كان ينظم بمدينة سلا.
ومن المعلوم أن مدينة سلا تضم عدة مناطق تتكون من قبيلة السهول، وقبيلة عامر، ثم قبيلة حصاين...ومن بين المواسم التاريخية التي كانت تنظم بمحيط مدينة سلا والتي تم إقبارها وتهميشها رغم أهميتها التاريخية، هي كالتالي: "موسم الولي الصالح سيدي إبراهيم بولعجول" و "موسم سيدي حميدة" و "موسم سيدي لمفضل" و "موسم سيدي عزوز" إلى جانب "موسم سيدي عبد العزيز" ثم "موسم الهادي بن عيسى" أو ما يطلق عليه "موسم لامة الشريف" فضلا عن "موسم الطلبة بالعرجات" و "موسم سيدي يحيى" علاوة عن "موسم سيدي بومعيزة" دون الحديث عن "مهرجان الولجة" و "مهرجان عامر" الذي كان ينظم بمدينة سلا.
وحسب رئيس فيدرالية التبوريدة بجهة سلا الرباط القنيطرة فإن عامل إقليم سلا، هو الذي قرر توقيف تنظيم ملتقى سلا للثقافة والتراث، "نسخة الحاج محمد النجار" رغم "أننا تقدمنا بمراسلات في هذا الشأن" بل أنه "بعد الموافقة المبدئية على ملتقى سلا تم التراجع عن كذلك في آخر ساعة، ولم نعرف الأسباب؟" يتساءل نفس المتحدث.
وأضاف محمد السوهلي قائلا: "اعتقد أن التعامل بهذه الطريقة في ظل تثمين وتحصين التراث هو موقف غير واضح وغير مفهوم، والدليل أن العمالة لم تحمل نفسها حتى عناء الجواب كتابة على مراسلتنا وتوضيح أسباب القرار".
واستغرب ذات الفاعل الجمعوي المهتم بالتبوريدة لـ "طريقة تعامل عمالة سلا مع التراث بهذا النوع من المواقف التي لا علاقة لها بتثمين وتحصين التراث والثقافة الشعبية وحق الساكنة في الترويح عن نفسها وحق الفرسان في ممارسة هواية التبوريدة التي ورثوها أبا عن جد؟". علما يضيف نفس المتحدث أن "مدينة سلا لها تاريخ عريق، ولها روافد حضارية تصب في نهر مدينة الأنوار عاصمة المملكة المغربية الرباط" بل أن مدينة سلا "تستعد لاحتضان البطولة الدولية للفروسية التي ستنظم مباشرة بعد معرض الفرس للجديدة" حسب توضيحه.
وبحرقة طرح سؤاله متسائلا: "هل كل هذه المعطيات القيمة لم تشفع لفرسان التبوريدة وعشاق سنابك الخيل والبارود بمجال أحواز سلا بأن يساهموا في صناعة الفرجة والفرح، ويساهموا في الاحتفال بموروثهم الثقافي الشعبي وتراثهم اللامادي؟".
وفي ختام تصريحه للجريدة أوضح بأنه قد جرت العادة أن نتقدم كجمعية للفروسية التقليدية وفدرالية للتبوريدة برسالة باسم جميع العَلَّامَة/ الْمْقَدْمِينْ لمجلس عمالة سلا، من أجل تنظيم تظاهرة تتعلق بموسم أو مهرجان، والحصول على التراخيص ذات الصلة بتوفير مادة البارود والحبة بتنسيق مع السلطات المحلية وتهيئة محرك التبوريدة، وكنا دائما نلتمس من الجماعة الترابية بسلا توفير الحد الأدنى من متطلبات التجهيز واللوجيستيك حسب الإمكانيات المتاحة فقط. فماذا تغير اليوم وما هي أسباب هذا الإنحباس التراثي والثقافي بأحواز سلا؟.
ملاحظة: في غياب تظاهرات التبوريدة بعمالة سلا، يتحمل فرسان وخيول أحواز سلا مصاريف مهولة ترتبط بمشاركتهم في مواسم ومهرجانات خارج عمالة سلا، حيث يفرض عليهم أداء 700 درهم للكلغ الواحد من البارود والحبة، ولإشباع ولع البارود قد ينفقون على مادة البارود بتلك المواسم أو المهرجانات عشرات الكيلوغرامات، بالإضافة إلى مصاريف نقل خيولهم التي تتعدى 10 آلاف درهم لكل شاحنة مختصة لهذا الغرض، دون الحديث عن مصاريف علف الخيول والتغذية وما إلى ذلك من نفقات أساسية.