الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

جبهة مناهضة التطرف والإرهاب تدعو لجعل حد لاستعمال الدين لأهداف سياسية

جبهة مناهضة التطرف والإرهاب تدعو  لجعل حد لاستعمال الدين لأهداف سياسية مشهد من أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء
بمناسبة الذكرى السابعة عشر لأحداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء، أصدرت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، بيانا توصلت" أنفاس بريس" بنسخة منه، جاء فيه:
 
إن الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، تستحضر يوم 16 ماي 2020 في الذكرى السابعة عشرة للعمليات الانتحارية الإرهابية التي روعت المغاربة عامة و سكان مدينة الدار البيضاء خاصة ليلة 16 ماي 2003. وخلفت 33 قتيلا و العديد من الجرحى و المعطوبين في صفوف مواطنين أبرياء، مغاربة و أجانب، بالإضافة إلى مقتل 12 انتحاريا حولهم التطرف الديني إلى قنابل بشرية هدفها التدمير الأعمى للحياة و السلامة البدنية للإنسان و للمنشآت.
وتقف لتعلن بهذه المناسبة الأليمة، إدانتها للعمليات الإرهابية ليوم 16 ماي 2003 و تضامنها التام مع عائلات الضحايا المتوفين و مع الضحايا الأحياء الذين يجب أن يحظوا جميعا بمواساة و عناية المجتمع والدولة. و بالمناسبة فإن الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب تجدد إدانتها لكل العمليات الإرهابية سواء ببلادنا أو عبر العالم المستهدفة لمدنيين أبرياء و لحقهم في الحياة والسلامة البدنية.
وبهذه المناسبة الأليمة فان الجبهة الوطنية لمناهضة والتطرف والإرهاب تجدد مطلبها المركزي الداعي: للحد من استعمال الدين لأهداف سياسية والمراجعة الشاملة للتوجهات الرسمية التعليمية والثقافية والإعلامية والدينية في اتجاه نبذ العقلية التكفيرية و إشاعة ثقافة التسامح الديني، وتشجيع التوجهات العقلانية و العلمية، ونشر ثقافة حقوق الإنسان على مستوى كافة أطوار التعليم و أجهزة الدولة، وفي كل قنوات الحياة الاجتماعية.
ان الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب ترى و مقتنعة أن الطريق للقضاء على التطرف والارهاب يمر عبر جعل حد لاستعمال الدين لأهداف سياسية و من هنا تدعو للمراجعة الشاملة للتوجهات الرسمية التعليمية والثقافية و الإعلامية و الدينية في اتجاه نبذ العقلية التكفيرية وإشاعة ثقافة التسامح الديني، و تشجيع التوجهات العقلانية والعلمية، ونشر ثقافة حقوق الإنسان على مستوى كافة أطوار التعليم وأجهزة الدولة، وفي كل قنوات الحياة الاجتماعية كما تعتبر إن أي مهادنة او صمت بمثابة تواطؤ أو تزكية ضمنية ، وهي مرفوضة إلى حد الإدانة .ومن هنا تأتي شرعية المطالب المستعجلة التالية والمتمثلة في:
-إصدار قانون يجرم التكفير
-اعتبار الإفتاء بالتكفير كنوع من المشاركة في العمل الإرهابي
-تفعيل المطالبة القضائية بحل كل المنظمات والجمعيات الدينية المتطرفة التي تؤسس لخطاب التكفير والكراهية.
كما تدين الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب وهي تحيي هذه الذكرى الأليمة؛ تنامي خطاب الكراهية والضغينة منذ ترأس احد تيارات الإسلام السياسي الأغلبية الحكومية ضد كل من يخالف هذا التيار الرأي ، وذلك من خلال حملات الشيطنة ، التحقير والوصم التي يتزعمها أعضاء قياديون في حركات وهيئات الإسلام السياسي التي تنضوي أو تساند حركات تنظر وتدعم الإرهاب مثل ما يسمى "برابطة علماء المسلمين " وإن تيارات الإسلام السياسي هذه لازالت تستعمل الدين والشعائر مرجعية ووسائل في الصراع السياسي والثقافي رغما عن الدستور ومؤسساته والتشريع ذي الصلة؛ ولا أدل على ذلك حملة شيطنة المؤسسات الدستورية بما فيها المؤسسة الملكية بالدعوة إلى رفض الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لوقف جائحة كوفيد 19 ودعوة بعضهم إلى كسر هذه الإجراءات في بعض المدن ومحاولة نشر بعضهم على أن استعمال كمامة الوقاية حرام بل إن زعيم احد تيارات الإسلام السياسي "جماعة العدل و الاحسان" اعتبر في تصريح اخرق أن [كورونا جند من جنود الله] .
ووعيا من الجبهة بأنه يجب العمل لتهيئة مناخ سلميّ وأخلاقيّ يسمح بمنافسة واضحة وشفافة بين الخيارات والبرامج المختلفة من دون أي تهديد للسلم المجتمعي أو لمسيرة المسار الديمقراطي. وبالنظر لكون الإرهاب والتطرف يشكل تهديدا حقيقيا لكل المجهودات الوطنية المبذولة حتى الآن للمحافظة على الاستقرار بما فيها خطة الأمن الاستباقية للأجهزة الأمنية الوطنية في مجال تفكيك الخلايا الإرهابية.
كما ان الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب وهي تحيي هذه الذكرى الأليمة؛ تذكر بالمذكرة التي رفعتها إلى لجنة إعداد المشروع التنموي الجديد للمملكة والتي تقترح ضمن مضامينها أن على كل من يرغب في الانخراط في بلورة وإعمال هذا النموذج أن يلتزم بميثاق شرف واضح حول مناهضة التطرف والإرهاب، والذي يبدأ من الالتزام بالعمل على سن تعليم عقلاني ديمقراطي حداثي جيد شامل في كل بقعة في المغرب خال من التطرف والميز الديني والمغالطات الدينية ومن كل ما يتناقض ويختلف مع مبادئ حقوق الإنسان خاصة المساواة والسلم والعيش المشترك. وذلك من اجل التغلب على الإرهاب من جذوره وخلق جيل عقلاني من جهة وجيل متمكن من وسائل العلم والمعرفة التي تدخله مباشرة إلى سوق العمل وإنتاج الثروة والابتعاد عن الفقر والتهميش من جهة أخرى؛ فهذا كذلك سيؤدي لتعاون المواطنين لكي يتسنى تسهيل المأمورية للمقاربات الأمنية ذات الطابع العسكري والمخابراتي الضرورية كذلك لمناهضة التطرف والإرهاب . وكما طالبنا في عدة ملتقيات وبيانات فإننا نلح من جديد على أن يتم التأكيد في ميثاق الشرف على عدم التساهل فيما يخص تلغيم المنظومة التربوية بأية مجاملة لأية مبادرة تروم تسييد العنف والتطرف العقائدي والتعصب الفكري مناهض لكل اعتدال وانفتاح واحترام لمبادئ حقوق الإنسان الكونية.
كما نقترح أن يتضمن ميثاق الشرف هذا والذي ستتبناه و توقع عليه الأحزاب السياسية المغربية والإطارات المدنية والدولتية المنخرطة في تفعيل وإعمال النموذج التنموي الجديد للمملكة المغربية والذي توافق عليه الكل تحث إشراف أعلى سلطة دستورية في البلاد و بتوجيه منها ممثلة في جلالة الملك محمد السادس رئيس الدولة المغربية وهذا سيشكل التزاما واضحا من الموقعين على الميثاق لتهيئة مناخ سلميّ وأخلاقيّ يسمح بمنافسة واضحة وشفافة بين الخيارات والبرامج المختلفة من دون أي تهديد للسلم المجتمعي أو لتواصل المسار الديمقراطي.
عن سيكريتارية الجبهة:          
منسقا الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والارهاب
مولاي أحمد الدريدي            
محمد الهيني