الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

الكنبوري: ما يجري في الجزائر حراك شعبي أم حراك عسكري؟

الكنبوري: ما يجري في الجزائر حراك شعبي أم حراك عسكري؟ إدريس الكنبوري و مشهد من الحراك الجزائري
بعد خبر استقالة بوتفليقة الجميع يتحدث عن حراك الشعب. لا أدري لماذا نحن العرب نتصرف مثل الحمقى ونرقص كل يوم على نفس النغمة التي خدعتنا بالأمس. لا يوجد حراك ولا هم يحزنون. تابعت الصحافة الفرنسية طيلة الأيام الماضية فوجدت أن فرنسا مهتمة كثيرا جدا بما يجري في الجزائر وكأنها حي في باريس. ما أثارني هو أن جريدة مثل la croix تهتم فقط بأخبار الكنيسة الكاثوليكية تخصص صفحات للجزائر. من سابع المستحيلات أن تترك فرنسا الجزائر تسقط في يد ما يسمى الشعب. الجزائر فرنسية منذ 1830 ومن أراد أن يفهم فليقرأ فرانتز فانون. هذه هي الدولة الوحيدة التي خرجت منها فرنسا بعد استفتاء. استفتاء يعني قرار فرنسي، وهي قصة طويلة لا مجال لذكرها لعب فيها دوغول الدور الأكبر. لا أشكك في المقاومة الجزائرية لكن أتحدث عن الطبخة الفرنسية. من بوابة الجزائر صنعت فرنسا منطقة جديدة ومنها صنعت قضية الصحراء وهي منصة فرنسا في إفريقيا. ما يجري هو حراك الجيش. القصة ليست قصة حراك داخلي لكنها قصة الاستعمار العالمي، والجزائر ستدخل مرحلة جديدة من الحكم العسكري. لقد كان الجيش واضحا وقال: نحن سنلبي جميع المطالب. يعني سنبقى ونلبي لكم المطالب ولن تحكوا أنفسكم. 
هناك دولتان لا يمكن أن تتحررا إلا في سياقات معقدة. واحدة في الغرب الإسلامي هي الجزائر بيد فرنسا والثانية في الشرق هي مصر بيد أمريكا. أما الحراك فيوجد في القنوات الفضائية ومواقع التواصل.  هو حق الناس في الحلم، لكن الواقع يصنعه آخرون.
ما يحصل في الجزائر هو: الاستبدال ووظيفة الاستبدال ليست تحقيق الديمقراطية لكن كسر الملل. وهذا هو معنى التغيير والثورة عند العرب، يعني اذهب يا فلان وتعال يا فلان. تغيير السائق فقط، لا السيارة ولا الوجهة.