الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

المصطفى روض:الحزن في السياسة بلادة

المصطفى روض:الحزن في السياسة بلادة

الحزن على واقع الحال و المآل كما عكسته لحظة انتخابوية عابرة هو قمة البلادة، لأننا من حيث لا ندري نسقط في تبريرات غير مستساغة البثة. لماذا نحزن كطرف في اليسار خسر تاريخه و مقاعده و اصلاحه الديمقراطي الداخلي تنظيميا، ايديولوجيا و سياسيا بينما طرف يساري آخر فرح بمجرد حصول ثلاثة من مكوناته الحزبية على مقعدين برلمانيين لم يكونا في مستوى الآمال الكبرى التي اكتسحت مختلف القوى الديمقراطية و النخبة الثقافية و لا نوعية الحملة الانتخابية النظيفة التي خاضت هذه القوى في اطار فيدرلية اليسار. لماذا لا تطرح الأسئلة الجوهرية حول الاسباب و المسببات التي جعلت حزبا اصوليا غارق في الرجعية يكتسح المشهد السياسي و يصبح بقدرة قادر متصدرا الانتخابات التشريعية ليضمن له العودة لولاية ثانية.
اعتقد جازما أن ما حصل فرصة ذهبية يجب استثمارها من اجل المراجعة الشاملة لوضعية اليسار بمختلف مكوناته بما هي اوضاع تشردم و نكوس و تردي شامل و فقدان للهوية الايديولوجية و طغيان للولاء و الاستخفاف بالاطر و الكفاءات و بالتغاضي عن الثقافة الديمقراطية كممارسة و تعبير عن الرأي و القبول بالاختلاف و تعايش التيارات الفكرية على اساسها.
لا يمكن الرهان على شعار مغرب آخر ممكن دون أن تخرج القيادات اليسارية من جحورالجمود الفكري و من التعالي السياسي لتعلن بصوت صريح و صارخ فشل سياساتها الحزبية و الاعتراف الصريح و الضمني بكل الممارسات الحزبية التي قادت اليسار بمحتلف مكوناته الى هذا الانحدار السياسي بدل الاعتماد الصمت و التعبير عن الحزن.
العقل الثوري وحده كفيل بخلق ديناميكية جديدة و زرع الأمل المتوازي مع ممارسة جديدة وفق تصورات جديدة منبتقة على مراحعة شاملة تجعل إمكانية إعادة بناء اليسار كحركة اجتماعية و بنظرية ثورية مستمدة من الواقع الجديد أمرا ممكنا.